الخميس، 8 يناير 2015

التنبيهات الغراء على بعض ما جاء في ملخص الإملاء



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي أوتي جوامع الكلم ولم تخط يديه بقلم وهو في حقه أولى لما قاله المولى عز وجل: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48]([1]) وفي حق غيره منقصة ومذمة وعلى الآل والأصحاب الكرام ومن اقتفى أثرهم واقتدى بهديهم إلى أن يرث الأرض ومن عليها رب الأنام.
أما بعد
فقد يسر الله تعالى لي دراسة ملخص الإملاء لأخينا عادل بن صالح الحضرمي حفظه الله تعالى واستفدت منه كثيرا لكنني وقفت على أمرين وجب التنبيه عليهما وذلك عملا بقول المصنف في النظم:
وفي الختام أنصح الطلابــــا     ***     أن يأخذوا من نظمي الصوابا
وما رأوا من العيوب سددوا      ***     بذا يعم النفع ولا يبــــــــــــدد
وكلامه هذا يشمل النظم وغيره لا أنه خص النظم بذلك فما كان من خطإ صوب وسدد وبهذا تعم الفائدة.
فالموضع الأول: عند ذكره المواضع السماعية لهمزة الوصل (ص13)([2]) ذكر الخلاف في كلمة البتة وأن الوصل أشهر قال أبو عبد الله عفا الله عنه وكذلك الخلاف في الهمزة من (أل) التعريف عند اتصالها بالكلمة قال ابن هشام رحمه الله في شرح قطر الندى (ص77): وزعم ابن مالك أنه لا خلاف بين سيبويه والخليل في أن المعرف (أل) قال: وإنما الخلاف بينهما في الهمزة أزائدة هي أم أصلية واستدل على ذلك بمواضع أوردها من كلام سيبويه وقال (ص249): وأما الحرف فلم تدخل عليه همزة وصل إلا على اللام نحو قولك الغلام الفرس وعن الخليل أنها همزة قطع عوملت في الدرج معاملة همزة الوصل تخفيفا لكثرة الاستعمال كما حذفت الهمزة من خير وشر للتخفيف وبقية الحروف همزاتها همزات قطع نحو: أم وأو وأن. اهـ
والموضع الثاني: عند الكلام على تاء التأنيث المربوطة (ص55) التي تلحق بعض جموع التكسير التي لا يكون في مفردها تاء نحو: (رعاة، دعاة، قضاة... إلخ) وأحال في الحاشية لجموع التكسير التي يكون في مفردها تاء نحو: (أموات، أبيات أصوات) قلت: جموع التكسير التي ليس في مفردها تاء هي ما ذكره في المتن أما الذي أحال عليه في الحاشية ففي مفرده تاء نحو: (ميت، بيت، صوت) وبالتالي يظهر أنه حد شيئا وأحال على غيره وكان عليه التنبيه على ذلك كما فعل في تعريفه لتاء التأنيث المربوطة وأن ما قبلها يكون مفتوحا ولو تقديرا وأحال في الحاشية على سعاة وقضاة.
هذا ما تبين لي في هذا الملخص المفيد جزى الله مصنفه خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون   إلا من أتى الله بقلب سليم والحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري
صبيحة الخميس 17 ربيع الأول 1436 هجــــري.



[1]  قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ج6 ص113) عند هذه الآية... وهكذا كان صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة لا يحسن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده بل كان له كتاب يكتبون بين يديه الوحي والرسائل إلى الأقاليم ومن زعم من متأخري الفقهاء كالقاضي أبي الوليد الباجي ومن تابعه أنه عليه السلام كتب يوم الحديبية "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله" فإنه حمله على ذلك رواية في صحيح البخاري "ثم أخذ فكتب" وهذه محمولة على الرواية الأخرى "ثم أمر فكُتب" ولهذا اشتد النكير بين فقهاء المغرب والمشرق على من قال بقول الباجي وتبرؤوا منه وأنشدوا في ذلك أقوالا وخطبوا به في محافلهم وإنما أراد الرجل – أعني الباجي فيما يظهر عنه – أنه كتب ذلك على وجه المعجزة لا أنه كان يحسن الكتابة كما قال عليه الصلاة والسلام إخبارا عن الدجال "مكتوب بين عينه كافر" وفي رواية "ك ف ر يقرؤها كل مؤمن".
[2]  طبعة دار الهدى بالجزائر تحقيق الدكتور إبراهيم قلاتي وقوله "زعم" هنا بمعنى قال ولا تعني تضعيفا لأنه اعتمد هذا القول في المتن قائلا: "ثم ذو الأداة وهي (أل) عند الخليل وسيبويه لا اللام وحدها خلافا للأخفش".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق