الأحد، 6 ديسمبر 2020

بذل النصيحة الوفية قبل حلول المنية

   بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وصلى الله على نبينا المجتبى وعلى آله وصحبه ومَنِ اهتدى بهداه، أمَّا بعدُ:             
فيقول الله تعالى: {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101]. فهذا المُكنى بأبي عبد الباري (عبد الحميد العربيُِّ الجزائريُّ) ممن بدَّل الذي أدنى بالذي هو خير، و... و... و... هذا وليعلم القاصي والداني ـ كما بيَّنته في ثنايا هذا البيان ــ أني كنتُ أودُ أن تكون هذه النصيحة سرِّيةً فيما بيني وبينه فقط؛ لأنَّ الإنسان مجبول على الأنفة والكبر، وستر المساوئ والفضائح، وقد هاتفته شخصيًا بأن يُرسل لي (رقم بريده الخاص) حتى أُرْسلها إليه، ووعدني بأن يرسله إليَّ، ولكن للأسف الشديد، صرتُ أهاتفه مراتٍ وكراتٍ ولا يرفع عليَّ الجوال، فعلى ماذا يدلُّ هذا يا أولي الألباب (؟(!، فتبيَّن لي بعدها، أنَّ وراء الأكمة ما وراءها، وأنَّه راغبٌ عن قبول النصيحة، كـ(الشَّقِيِّ قِيْلَ لَهُ هَلُمَّ إِلَى السَّعَادَةِ، فَقَالَ حَسْبِي مَا أَنَا فِيْهِ) (!) وتبيَّن لي أيضًا أنَّ هذا الرجل ـ هدى الله قلبه إلى السنَّة وردَّه ردًا جميلًاـ ِصار غير مستحيي مِن بوائقه، وفعلته الشنعاء، فانطبق عليه ذلك الأثر المشهور: (أترغبون عن ذكر الفاجر (؟) أذكروه بما فيه يحذره الناس). قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (28/ 219 - 220): (فمن أظهر المنكر وجب عليه الإنكار وأن يهجر ويذمُّ على ذلك. فهذا معنى قولهم: (مَن ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له). بخلاف مَن كان مستترًا بذنبه مُستخفيًا فإنَّ هذا يُستر عليه؛ لكن ينصح سرًا ويهجره مَن عرف حاله حتى يتوب ويذكر أمره على وجه النَّصيحة). اهــ  
 فكان مِن باب النصيحة أن أنشر البيان، حتى لا يُظن بنا أننا ساكتون، أو غير قادرين أو أننا مُتهيبين مِن بيان انحرافه وتحزبه، وحتى نبرأ إلى الله مِن معرة كتمان الحق. اللهمَّ انفعْ به، واجعلْه في ميزانِ حسناتِي يوم لقاكَ يا ربِّ يا كريم.
                                للتنزيل أو التَّصفُّح مِن هنا