الجمعة، 22 ديسمبر 2017

فتحُ الكبيرِ المُتعال ببيان ما في موقف الشيخ يحيى من فتنة أبي عمرو الحجوري من الخلل والإخلال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رَب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين،وصلى الله على نبينا محمدٍ خاتم النيين وقائد الغُر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين،ثُم أمَّابعدُ :       
فهذا بيانٌ لما حصَل مِنَ الأخذ والرد حول فتنة عبد الكريم الحجوري ـ هداه الله ـ وبيانٌ لخطإ مَن أخطأ فيها،وأظن أنَّ هذا الكلام سيواجه إمَّا بالتشغيب،وإمَّا بالتهميش،فأقول : أنَّ ذلك لن ينفع أصحابه شيئًا؛لأنَّ الذي ينفع حقًّا هو الخضوع للحقائق العلمية . والمؤسف حقًّا أنَّ كثيرًا ممن ينتسب إلى السُّنة الآن،يفعل ويقول أمورًا كان ينكرها على غيره،كالتقليد والتعصب؛وماهذا إلا دلالةً على انتكاسةٍ وهزلٍ يَرجع سببه إلى شيءٍ في نفس صاحبه . نسأل الله السلامةوالعافية، لتصفح أو تنزيل الرد من هنا                                                                        

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

جامع الشروح العلمية للشيخ سعيد رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الر حيم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبعه . أمَّا بَعْدُ
يسُر إدارة منتديات التميز السَّلفية أن تقدم لكم هذا العمل المتواضع ؛ المتمثل في جمعٍ للشروح العلمية للشيخ سعيد بن دعاس اليافعي ـ رحمه الله ـ مأخوذٌ مِن شبكة العلوم السلفية . وتوجد فيه جميع شروح الشيخ المسموعة ، باستثناء التعليق على شرح ابن أبي العز ـ رحمه الله ـ للطحاوية؛لأنه نُشر مِن قَبْل،وهي على التوالي : 
وهذا الرابط بالإضافة إلى التنزيل أوالاستماع ، يُمكن تنزيل المجلد كاملًا ، أسأل الله أن ينفع بها . 

السبت، 16 ديسمبر 2017

التعليق على شرح الطحاوية للشيخ سعيد بن دعاس رحمه الله

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلَّم . 
أمَّابَعْدُ
فهذه تعليقات الشَّيخ سعيد بن دعَّاسٍ ـ رحمه الله ـ على شرح ابن أبي العزِّ الحنفيِّ للعقيدة الطَّحاوية، أسأل الله أن ينفع به 
للاستماع أو التَّحميل 
 مِن هنا 

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

النصيحةُ الذهبية لعلاَّمةِ الدِيار اليمنية

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلى الله على نبينا محمد المُجتبى وعلى آله وصحبه و كُل مَن سارعلى نهجه واقتفى ، أمَّا بعدُ 
فهذا نصحٌ وجهته لشيخي ووالدي المحدث الناصح الأمين يحي بن علي الحجوري ، وبعد طول انتظارٍ لم يصلني منه أي رد ؛ لذا  قَررت نَشره .
مع العلم أنني اتصلت مجددًا بابن أخيه حسين لكن دون جدوى ، راجيًا مِنَ المولى أن ينفع بهذا النصح المنصوح ، ومَن تعصب له . 
للتنزيل أو التصفح من هنا

السبت، 2 ديسمبر 2017

الدُرة البهية في الفرق بين المسائل الخلافية والمسائل الاجتهادية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رَب العالمين،والعاقبة للمتقين،ولاعدوان إلا على الظالمين،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسَلم .
أمَّا بَعْدُ

 فهذه كلمةٌ للشيخ سعيد ،وهي عبارةٌ عن كلمة مُفرغة ومُستلة من درس الشيخ ـ  رحمه الله ـ من درسه "شرح اللمع في أصول الفقه،لأبي إسحاق الشيرازي " ، " من الدرس الثاني "   . أسأل الله أن ينفع بها،للتنزيل أو التصفح  من هنا

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

التقليد والتميع وجهان لعملة واحدة عند الفراكسة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رزَقنا الاتباع،ووقانا شَر الابتداع،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله،صفيه مِن خلقه،وأمينه على وحيه،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم .
أمَّا بَعْدُ
فإنَّ الأصول التمييعية الفاسدة،تشهد رواجًا كبيرًا في الساحة الدعوية،وقد توَلى كِبرها رءوس الحزبيين الجدد . ووقَع في فخها حتى بعض مَن يشار إليهم بالبنان،كما هو حال بعض العلماء . ومِن باب القيام ببعض ما أوجب الله عليَّ،نصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولإئمة المسلمين وعامتهم . فإني أستعين بالله ـ عز وجل ـ في تفنيد ما يَبلغه علمي،وممَّا وقَفت عليه،كلامٌ للمدعو محمد مرابط الجزائري،منشورٌ في منتديات التربية والتصفية،بتاريخ 24 ذي الحجة 1438 هجري،بعنوان " معونة المحتاج على فضح أهْل اللجاج " . كتبه ردا على فارسٍ الجزائري؛حينما انتقد عليه كلامًا مشابهًا .  نقَل فيه أنَّ الشيخ ربيعًا المدخلي،قَص تفاصيل رحلته إلى السودان ومنها : امتثاله لطلب أحد الطلبة بترك التنصيص على الأشخاص و الفرق كالتيجانية والباطنية،والاكتفاء بسرد العقائد فقط،فاستجاب لذلك؛وكان ذلك سببًا في إقبال الناس عليه . وهذا كلامه وتعليق محمد مرابط عليه .
" بين حكمة الكبار وطيش الصغار : لقد قصّ الشيخ العلامة ربيعٌ المدخلي - حفظه الله - على السلفيين تفاصيل رحلته إلى بلاد السودان كما في " الحث على المودّة "،وممَّا ذكره فيها،أنَّ أهْل السُّنة هنالك مِنَ الشباب السَّلفي نبهوا الشيخ وقالوا له : ياشيخ نلفت نظرك إلى شيءٍ،قلت : تفضلوا، قالوا : تكلم بما شئت،قل : قال الله قال رسول الله واطعن فيما شئت مِنَ البدع والضلالات،مِن دعاء غير الله والذبح والنذر والاستغاثة وإلى آخره،لكن لا تقل الطائفة الفلانية ولا الشيخ الفلاني،لا تنص على التيجانية مِنَ الفرق،ولا الباطنية،ولا رءوسهم،بس أنت اسرد العقائد ...  قلت : طيب،فسلكت هذا المسلك،فوجدت إقبالا مِنَ الناس ".
التعليق : انظر رحمك الله إلى تواضع الشيخ وحسن أدبه وقبوله لنصح وتوجيه مَن هو أصغر منه؛لأنَّ الرأي السديد قد يكون أحيانًا عند الصغير ولا يكون عند الكبير! فهؤلاء الشباب نصحوا الشيخ بعدم ذكْر الأسماء لمصلحة الدعوة فاستجاب الشيخ وعمَل بالنصيحة،ومرابطٌ نصَح الشباب والعوام فرفض البعض وانتفض البعض الآخر! فلا إله إلا الله! كم ابتعدنا عن هدي الأكابر! " .اهـ
وما نقله عن الشيخ ربيع ـ وفقه الله ـ خطأٌ قطعًا يرده قول النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وقد كان يقول بخلاف ذلك،وسيأتي نقْل كلامه . والسؤال المطروح هل الحاجة تدعو لبيان رءوس التيجانية والباطنية،في السودان وغيرها،وكذا التحذير مِن هاتين الفرقتين وغيرهما من فرق الضلال،كما فعَل علماؤنا أم لا ؟ الجواب : أنَّ الحاجة داعيةٌ إلى ذلك؛لأنَّ خطر هاتين الطائفتين الكافرتين،أشد بكثيرٍ مِنَ الطوائف الأخرى،كالإخوان المسلمين وجماعة التبليغ؛لتسترهما بالاسلام فينطلي حالهما على كثيرٍ مِنَ الناس . ولقد اغتر كثيرٌ مِنَ الناس بالتجانية؛لهذا قام علماؤنا بهتك أستارها،بدايةً بمؤسسها الزنديق المدعوأحمد التيجاني،وبيان عوار ما سطره في كتبه مِن كفرياتٍ،وكذبٍ صراحٍ على المصطفى ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وأنا أنصح بقراءة ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي في " الأنوار الرحمانية لهداية الطائفة التيجانية " وما كتبه الشيخ إبراهيم القطان في " بيان مخازي الولي الشيطاني الملقب بالتجاني الجاني " .
وهذا كلام بعض أهْل العلم في هذه المسألة،ومنهم الشيخ ربيع نفسه .
الشيخ محمد بن صالحٍ العثيمين ـ رحمه الله ـ 
السؤال فضيلةالشيخ : رجلٌ وقَع في بدعٍ متنوعةٍ في كتبه وأقواله،فهل يشترط لتسمية هذا الرَّجل أو غيره مِنَ الناس مبتدعًا أن تقام عليه الحُجة ؟
الجواب : " إن كان هذا الرَّجل موجودًا والناس يأخذون منه،وهو داعيةٌ فلا بد مِن ذكْر اسمه،وإلا فلا حاجة لذكر اسمه بل نكتفي بذكر القول الذي ضل فيه ونبين أنَّه ضلالٌ،وكما قلت قبْل قليلٍ : إنَّ التعميم أحسن مِنَ التعيين أمَّا إذا سَمعت أنَّه موجودٌ،وتَرى الناس يذهبون اليه ويأخذون منه بدعه فهنا نقول : تعيينه متعينٌ . وكذلك لو كان له كتبٌ تشتمل على البدع فالواجب التحذير مِن بدعه ". اهـ 
 للاستماع أوتنزيل كلمته من هنا
الشيخ النجمي ـ رحمه الله ـ 
السؤال: هذا سؤالٌ يقول مارأيكم فيمن يحَذِّر مِنَ البدعة والمبتدع إجمالاً ولا يرى ذكر الأسماء ؟
الجواب : كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا حصل شيءٌ يقول مابال أقوامٍ هذا صحيحٌ ولكن هل هذا يقال في أئمة الضلال الذين يدعون الناس إلى ضلالاتٍ وفُتن بهم الناس،هل يُقال هذا فيهم؟ لا،هؤلاء لابد أن يُذكروا،ولابد أن يشهر بهم، ولابد أن يُعرفوا حتى يحذرهم الناس . أمَّا أن نسكُت عنهم ونقول لا ما نذكُر أسماءهم،مانقول سيد قطب،ولا نقول حسن البنا،ولانقول فلانٌ وفلانٌ،إذن فعلى مَن ينطبق هذا القول مثلًا لو حذرنا مِن أهْل أصحاب البدع؟ مَن هو الذي يمكن أن نقول هو غير هؤلاء؟هؤلاء هم قادة أهل البدع .
 للاستماع أوتنزيل كلمته من هنا
الشيخ ربيعًا المدخلي ـ وفقه الله ـ 

السؤال: هل يسعنا نحن طلاب العلم السكوت عن المبتدعة،ونربِّي الطلاب والشَّباب على منهج السَّلف دون ذكْر المبتدعة بأسمائهم؟الجواب : والله يذكرون بأوصافهم ويذكرون بأسمائهم إذا دعت الحاجة،فإذا تَصدى فلان للزعامة وقيادة الأمَّة والشَّباب ويجرّهم إلى الباطل يُذكر باسمه،إذا دعت الحاجة إلى ذكْر اسمه فلا بد مِن ذكر اسمه . وبالمناسبة : أحَد السَّلفيين في مِصر كان يدرِّس وهكذا عموماتٌ وعموماتٌ فما يفهمون،ثُم بدأ يُصرِّح بالجماعات وبالأشخاص . قالوا: ليش يا شيخ ما علمتنا مِنَ الأول؟
قال : أنا كنت أعطيكم كثيرًا مِنَ الدروس وأقول لكم كذا،وأقول لكم كذا . قالوا: " والله ما فهمنا " .
درَسنا كتاب الفرق والمذاهب وحفظناه حفظًا،وما ذكروا الفرق المعاصرة التبليغ والإخوان وغيرهم ماذكروهم العلماء،فما نراهم مبتدعةً حتى اطلعنا على حالهم ودرسناهم فرأينا ضرورة ذِكرهم .
فالحمد لله يعني المشائخ الذين كانوا يتحاشون ذِكرهم صاروا يصرحون بأسمائهم ولله الحمد،وهذا واجبٌ،يعني إذا كان مافيه خطرٌ لا بأس ولا داعي لذكر الأسماء . إذا كان فيه خطرٌ وهم يجرون الشباب أوساطهم بل يأخذون بأزمتهم بل يحاربون بهم أهْل السُّنة فيجب ذِكر أسمائهم يذْكر أسمائهم ولا كرامة لهم .
 للاستماع أوتنزيل كلمته من هنا
ملاحظة : كُل التفريغات والصوتيات،مأخوذةٌ مِن مدونة أصول السُّنة
وقَد نقَل أحد المعلقين على المقال بقية كلامه وفيه ما يتحتم التنبيه عليه كقوله : " فأصبح الناس يتحدثون أنَّ الصوفية هزِمت ". اهـ وهذا مِن جنس الانتصارات العاجلة للحزبيين،وإلا كيف ينتصر أهل السُّنة بمخالفة أمْر الله ـ سبحانه وتعالى ـ وأمْر رسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ واستدلاله بقوله تعالى : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } الآية [الأنعام : 108] . ليس في محله؛لأنَّ ضرر السكوت هنا أكبر مِن مفسدة التصريح،هذا إذا كانت هناك مفسدةٌ أصلًا . وأمَّا المفسدة الناشئة؛بسبب صراع الحق مع الباطل،يَتحمل وزرها المتسبب فيها . ولهذا لم يترك النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بيان حال المنافقين،وحال ذي الخويصرة التميمي،كما ترَك قتلهم؛خشية أن يقال أنَّّ محمدًا يقتل أصحابه . وكما ترَك إعادة بناء الكعبة على أساس إبراهيم - عليه الصلاة و السلام - ؛لأنَّ قومه حديثي عهدٍ بكفرٍ . وترَك بيان حال أهل البدع ضررٌ أكبرٌ؛لأنهم مِن جنس المنافقين الموجودين في عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ولأنَّ درء المفاسد أولى مِن جلب المصالح،كما هو معلومٌ . وترْك ما يستحق الترك وبيان ما يستحق البيان،يكون فرارًا مِنَ الضرر الشرعي؛لذا قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسير الآية سالفة الذِكر (ج7ص50)ط/المكتبة التوفيقية : " ... الثالثة : في هذه الآية أيضًا ضربٌ مِنَ الموادعة،ودليلٌ على وجوب الحكم بسَد الذرائع؛ حسب ما تقَدم في " البقرة " . وفيها دليلٌ على أنَّ المُحق قد يكُف عن حقٍّ له إذا أدَّى إلى ضررٍ يكون في الدين . ومِن هذا المعنى ما روِّي عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : " لا تبتوا الحكم بين ذوي القرابات مخافة القطيعة " . قال ابن العربي : " إن كان الحق واجبًا فيأخذه بكُل حالٍ وإن كان جائزًا ففيه يكون هذا القول " . ". اهـ
وأي ضررِ في بيان حال رءوس الكفر والضلال،ووجه الدلالة مِنَ الآية ظاهرٌ،وهو النهي عن سب آلهة المشركين،لا النهي عن بيان كفرهم وضلالهم،وذِكرهم بأسمائهم،ويدخل فيها ما في معناه،ممَّا فِعله ضررٌ أكبرٌ في الدين . ولهذا ذَم الله - سبحانه وتعالى ـ أحد صناديدهم وهو أبو لهبٍ عم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في قوله :{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) } [ المسد 1 ـ 2 ] . وعَد الشيخ مقبلٍ ـ رحمه الله ـ في " المخرج مِنَ الفتنة " (ص10) ط/مكتبة دار الحديث بدماج،هاته السورة دليلًا على الجرح،وعندما أخرَج الغزالي السقا كتابه " السنة النبوية بين الفقهاء وأهْل الحديث " ، ذهَب بعض الإخوان المسلمين إليه وقالوا له : " يا شيخ أطعن في الكتاب ما تطعن في الرَّجل " فقال لهم : " دعوني أقدح في الخبيث " . فلو كان المقصود مِنَ الآية،ترْك التنصيص على أعيان الكفار والضلال؛لتركه الله ـ تعالى ـ وتركه رسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم ـ كما يَظهَر مِن باقي الأدلة،والله أعلم .
هذا ما مَن به الله ـ تعالى ـ عليَّ في بيان هذه المسألة،وأسأله سبحانه أن يجعله خالصًا لوجه الكريم،وأن ينفعني به وسائر المسلمين،إنه جوادٌ كريمٌ . وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلَّم،والحمد لله رَب العالمين .
                                              

               تم الفراغ منه بتاريخ 28صفر1439هجري                                      كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالدٍ التبسي الجزائري
                           في الرباح وادي سوف
                       

الأحد، 29 أكتوبر 2017

الإعلان عن افتتاح قناة التميز السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله الذي أصبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحب وسلَّم .
أمَّا بَعْدُ
فقد تم على بركة الله فتْح قناة التميز السَّلفية في التيليجرام، فعلى الذين يستخدمون هذا التطبيق، والراغبين في الاطلاع على محتوياتها، الدخول على هذا الرابط
  https://t.me/ca_atameuz

السبت، 21 أكتوبر 2017

التنديد بمنشور الخنشلي البليد

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله ناصر الدين وقامع المعتدين،و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم . 
أمَّا بَعْدُ
يبدو أنَّ المدْبر المميع المتلون الجبان،الشريف فروج الجزائري،لم يستفد ممَّا سطره أخونا العربي البسكري نصحًا للشيخ محمد بن حزامٍ - وفقه الله - فذهَب يستشهد بكلامه على فكرته العوجاء العرجاء . وهذه صورة منشوره في فيسبوك .
قال الشيخ محمد بن حزامٍ  ـ حفظه الله ـ  : " ومِنَ المؤسف أيضًا أن يتصدر أناسٌ في هذه الشبكات،ويتكلمون بما لا يعنيهم،ويَجعَل نفسه كأنه يمثل الدعوة السلفية؛نحن نرى كذا : يقولون هذا عندنا غير جائزٍ *** ومَن أنتم حتى يكون لكم عند
هذا يجوز،وهذا لا يجوز،ونحن قد نَصحنا في هذا الأمر،وما أشبه ذلك،وهو إنسانٌ غير معروفٍ بالعلم،ولا مُزكى بالعلم،ولا عرِف بغيرته على الدعوة السلفية،فبعض الناس يتكلم بما لا يعنيه،ويَجعل نفسه ممثلًا للدعوة ممثلًا لأهْل العلم،بل أعظم مِن ذلك : نَصحنا العالم،نصحنا الشيخ الفلاني،ونحن في مناصحةٍ معه...!!!
وهو صاحب واتساب وإنترنت وشبكاتٍ،وننصحكم أن تحضروا عند العالم الفلاني،وكأنه يجعل نفسه كأنه أكبر منهم ! ننصحكم بفلان ولا ننصحكم بفلانٍ،واحذروا فلانًا ولا تجالس فلانًا !!!
ما تَصدر للجرح والتعديل إلا كبار الأئمة،وهذا كاتبٌ في الواتساب وفي المجموعات،وفي الشبكات،وإذا به يستعظم نفسه،اغتر بنفسه،فهؤلاء أناسٌ غرهم الشيطان،ويحصُل منهم الفساد في كثيرٍ مِنَ الأمور،والله المستعان " . اهـ  [مقتطفةٌ مِن كلمةٍ (وصايا وتنبيهاتٌ حول استعمال الإنترنت والشبكات)/26محرم 1439]
فرغها الفقير إلى ربه أبو مصعبٍ الشريف فروج الجزائري ـ عفا الله عنه ـ 
 فبعد أن فضحه الله - تعالى - لمَّا قال كلمة الحق في يوسف بن العيد العنابي،ويا ليته ثبَت على ذلك،فبعد هجوم أتباعه عليه حذَف ذلك الكلام،وأصبح يثني عليه،ثُم بعد مدةٍ حذَف جميع منشوراته مِن فيسبوك؛خشية الفضيحة ثُم مكث مدةً طويلةً لايَكتب،ورجَع مجددًا كعادته،وكأنه لم يَحدث شيءٌ،وهو معروفٌ بهذا الأسلوب الخلَفي،وقد فعله مع أحدهم مِن قبل؛لمَّا انتقد عليه أمرًا،هذا كله كي يُنسِي الناس،ونَسي المسكين رب الناس . وحتى إن أنكَر هذا في الدنيا فلن يستطيع في الآخرة قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور : 24 ] .  قال الشيخ عبد الرحمن السعدي  ـ رحمه الله ـ في تفسيرها (ص1160) ط/دار ابن الجوزي : " وذلك العذاب يوم القيامة { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فكل جارحةٍ تَشهد عليهم بما عملته،ينطقها الذي أنطق كُل شيءٍ،فلا يمكنه الإنكار،ولقد عدَل في العباد،مَن جعَل شهودهم مِن أنفسهم ". اهـ  وهذه العمومات التي يَكر بها،لا محل لها في هذا النزاع،وتترك الناس في حيث بيص . إذ لا بد مِن بيان حال المبطلين وأعيانهم،الذين يتكلمون في الناس بغير حقٍّ،هذا إذا كانوا أصحاب باطلٍ فعلًا . والشيخ محمدٌ يقول : "إنَّ مَن مفسدته متعديةٌ يذكر باسمه ". اهـ،واعلم أنَّ التعميه عند أهل الأهواء لها أسبابٌ مِنها : التملص فعندما يُنكر عليه يجد سبيلًا للهروب،فيقول لا أقصد الذي تذكرونه،والتهويل؛لأنَّه إذا فصَّل تُفطن له،وظهَر ضَعف حُجته،كما بيَّنت ذلك في ردي على سعيد باسلامة . وحَصر الجرح والتعديل على العلماء شبهةٌ خلفيةٌ،خلاف هدي سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم - قال الحافظ - رحمه الله ـ في " الفتح " (ج2 ص571)ط/دار الفيحاء عند حديث " مزمارة الشيطان عند النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ  : " وفيه أنَّ التلميذ إذا رأى عند شيخه ما يستكره مثله بادر إلى إنكاره،ولا يكون في ذلك افتئاتٌ على شيخه، بل هو أدبٌ منه ورعايةٌ لحرمته وإجلالٌ لمنصبه،وفيه فتوى التلميذ بحضرة شيخه بما يَعرف مِن طريقته " . اهـ
وما دَرى هذا الجاهل وغيره،أنَّ هذه الشُّبه كان يتحصن بها أهْل الأهواء،كالمأربي والوصابي وغيرهم،فكلما أراد ناصحٌ لدين الله هتك استارهم،صاحوا به الجرح والتعديل للكبار،قال الشيخ مقبل - رحمه الله - : " المجروح يخاف من الجرح ". اهـ وتلقفها خالد بن عبودٍ الحضرمي،ورددناها في نحره،فعاد خائبًا يجر أذيال الهزيمة،ولم يأتي هو ولاغيره بشيءٍ،سوى شنشنات لا تغني مِنَ الحق شيئًا . والمؤسف حقًّا أن يعاونه الشيخ محمد على ذلك .
ثُم إنَّ هذه الأمور موجودةٌ مِن قديمٍ،والناس فيها بين معتدلٍ وغالٍ ومتساهلٍ،وبعض الناس ـ هداهم الله ـ عندما يصل النقد إليهم،أو إلى موافيقيم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها .  وهذا مِنَ الحزبية والعصبية المقيتة،وهذه التعميمات مِنَ الشيخ محمدٍ خطأٌ وغير مقبولةٍ،واشتراط التزكية لقُبول الحق لا دليل عليه،فالحق يقبل ممَن جاء به. فرُب متبجحٍ بالتزكيات لا يساوي بصلةً وهو جاهلٌ مقلدٌ،لايَرفع بالحق رأسًا . ويا ليت القائلين بهذا ثبتوا عليه،عندما تكَّلم الشيخ وليد بن فضل المولى السوداني في عبد الكريم الحجوري،وهو مُزكى مِن طرَف أهْل العلم،بأدلةٍ وبراهينٍ لم يُقبل منه،وبالتالي يتضح أنَّ الأمر عصبية لاغير . وربَّما يكون عُذر الشيخ أنه لا يعرفني،أمَّا هذا المدْبر الذي ذهَب يستشهد بكلامه،فقد تقَّحم الباطل على بصيرةٍ؛لأنَّه ما وطئت قدماه دورةً علميةٍ في الجزائر إلا وجدني أمامه،وأخونا أبو موسى العربي البسكري معروفٌ،مٍن طلبة دار الحديث بدماج،مكَث هناك قرابة أربع سنواتٍ. تتلمذ على يد شيخها يحي بن علي الحجوري - حفظه الله - وغيره مِنَ المشايخ . وأمَّا القول بأنَّ الخوض في هذه المسائل،أمرٌ لا يعنينا فهو سدٌّ لباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وقد أجاب الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - على هذه الشبهة كما في الفتاوى الاجتماعية (ج7ص34) جمْع خالدٍ الجريسي : " السؤال : عندما ينكِر المسلم على غيره أمرًا منكرًا قد يرُد عليه بعضهم بقوله : أنت فضولي . أو : لا تتدخل فيما لا يعنيك،فهل هذا صحيحٌ هنا،وبماذا يَرد عليه ؟
الجواب : قوله هذا غير صحيحٍ،أي أنَّ قول الإنسان الذي ينْكَر عليه المنكر لمَن ينكِر عليه : أنت فضولي،أوهذا لا شأن لك فيه غير صحيحٍ،فإنَّ الله تعالى  أمرَنا بأن ننهى عن المنكر،وأن نأمر بالمعروف . فالواجب علينا أن نأمر بالمعروف . وأن ننهى عن المنكر بقدر ما نستطيع؛سواءٌ رَضِي المأمور أو المنهي أو لم يرْضى . ويَرد عليه : أنَّ هذا مِن شأني؛لأنَّ الله أمرني أن أنهالك عن المنكر،ولأنَّ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُد بعضه بعضًا،فالذي مِن شأن المؤمن يكون مِن شأن أخيه ". اهـ
وفي هذا القد كفاية وعلى الله الهداية،وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم،وآخر دعوانا أن الحمد لله رَب العالمين .
                         تم الفراغ منه 1صفر1439هجري
                      كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالدٍ التبسي الجزائري
                                 في الرباح وادي سوف

الأحد، 1 أكتوبر 2017

التذكرة في بيان بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة في سبب نزول قوله تعالى : {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ }

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،الذي حبَّب إلي قراءة وحفْظ ودراسة،حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والصلاة والسلام على خيْر خلق الله،محمد بن عبد الله،وعلى آله وصحبه،والتابعين لهم بإحسانٍ،إلى يوم الدين.
أمَّا بعْدُ
فهذه بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة،في سبب نزول قول الله تعالى : { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } التي وقَفْت عليها،وكان أوَّلُها،أثناء قراءتي في كتاب " أداب الزفاف " ط/دار السلام للعلاَّمة الألباني  ـ رحمه الله ـ (ص100ـ 103)،بابٌ كيف يأتي الرجل المرأة،وباب تحريم الدُّبر، تبيَّن لي نكارة حديث ابن عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال :  جَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ،فَقَالَ هَلَكْتُ،قَالَ : ( وَمَا أَهْلَكَكَ ) قَالَ : حَوَّلْتُ رَحْلِي البَارِحَةَ،قَالَ : فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ شَيْئًا،قَالَ : فَأُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ هَذِهِ الْآيَةَ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة :  223]،(أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ وَاتَّقِ الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ.
أخرجه أحمد(2703)ط/بيت الافكار الدولية،والترمذي ـ تحفة ـ (ج7ـ 2980)ط/دار الحديث بالقاهرة،وحسَّنه واللفظ له،والبيهقي(13687)ط/دار المعرفة،والطبراني في "الكبير"(12317)،والواحدي في "أسباب النزول"(ص 52)ط/دار الفجر الإسلامي . وفي إسناده جعفر بن أبي المُغيرة،قال الحافظ في " التقريب "(960ص143)ط/دار الرسالة : "صدوقٌ يهم". اهـ وضعَّفه ابن مندة وأبوزرعة الرازي ـ رحمهما الله ـ في روايته عن سعيد بن جبيرٍ وهذه منها .


وهو معارضٌ بما روَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ. قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،فَقُلْتُ : إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ وَإِنَّى أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ ؟ فَقَالَتْ : لَا تَسْتَحْيِي يَا ابْنَ أَخِي،قَالَ : عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ ؟ قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أَمُّ سَلَمَةَ : أَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا لَا يَجُبُّونَ النِّسَاءَ،وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ : إِنَّهُ مَنْ جَبَّى امْرَأَتَهُ كَانَ وَلَدَهُ أَحْوَلَ،فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ نَكَحُوا فِي نِسَاءِ الْأَنْصَارِ  فَجَبُّوهُنَّ،فَأَبَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا،وَقَالَتْ : لَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ، فَدَخَلَتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهَا،فَقَالَتِ : اجْلِسِي حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ،فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ اسْتَحَتِ الْأَنْصَارِيَّةُ أَنْ تَسْأَلَهُ،فَخَرَجَتْ،فَحَدَثَتْ أَمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ : (ادْعِي الْأَنْصَارِيَّةَ)،فَدُعِيَتْ فَتَلَا عَلَيْهَا هَذِهِ الْآيَةَ : { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} صِمَامًا وَاحِدًا )
أخرجه الإمام أحمد(27136 ـ 27178 ـ 27233)،واللفظ له،الترمذي ـ تحفة ـ(ج7ـ 2979)مختصرًا،وصححه،والدارمي (1119)ط/دار الكتاب العربي،والبيهقي(13668ـ 13669)،والطبراني في "الكبير"(837)،مِن طريق معمر،عن ابن خثيمٍ،عن صفية بنت شيبة،عن أم سلمة به مرفوعًا،وهو كذلك في مسند أحمد(26103)ط/دار إحياء التراث العربي،قال عبد الله بن أحمد "قال أبي : وفي موضعٍ آخر معمر،عن ابن خثيم،عن صفية بنت شيبة،عن أم سلمة". اهـ والخَلل فيه مِن معمر؛لأنَّه اضطرب فيه،فتارة يرويه كرواية الثقات،وهيب بن خالدٍ عند الدارمي وأحمد،وسفيان الثوري عند أحمد،وتارة يخالفهم،كما عند أحمد في موضعٍ والطبراني في "الكبير"،والله تعالى أعلم . والحديث صحَّح إسناده الشيخ الألباني في " أداب الزفاف "على شرط مسلمٍ،لكنَّه حسنٌ فقط؛لحال عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ،قال الحافظ في "التقريب"(3466ص411) : "صدوقٌ ". اهـ
ووَجْه النكارة هو : أنَّ عُمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رجلٌ مِنَ المهاجرين،وهم معروفون بتجبية النساء، فكيف يُنكر ذلك ؟! 
تنبيهٌ : ذكر الإمام الوادعي ـ رحمه الله ـ في " الصحيح المسند مِن أسباب النزول "(ص42)،ط/دار الإمام مالكٍ،أنَّ ظاهر حديث أم سلمة،يخالف حديث جابر في " الصحيحين " كَانَتِ اليَهُودُ تَقُولُ: إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الوَلَدُ أَحْوَلَ، فَنَزَلَتْ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] ". ولأنَّ حفصة بنت عبد الرحمن،لم يوثقها إلا ابن حبانٍ والعجلي،وهما متساهلان.
ولا أدري ما وَجْه المعارضة؛لاحتمال نزول الأية في السببين؛لإبطال زعم اليهود،ولتنبيه الأنصار على خطئهم في متابعتهم لليهود . وفي حديث أم سلمة ما يشير إلى ذلك ألا وهو قولها : " وكانت اليهود تقول : إنه مَن جَبى امراته كان ولده أحول ". وقد جاء التطابق بين معاني بعض ألفاظ حديث جابر،وحديث أم سلمة ـ رضي الله عنهما ـ قال الحافظ في " الفتح "(ج8ص241)ط/دار الفيحاء : "... فقد أخرجه الإسماعيلي مِن طريق يحيى بن أبي زائدة عن سفيان الثوري بلفظ (باركةٌ مدبرةٌ في فرجها مِن ورائها) وكذا أخرجه مسلمٌ مِن طريق سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر بلفظ (إذا أتيت امرأة مِن دبرها في قبلها ). ومِن طريق أبي حازمٍ عن ابن منكدر بلفظ (إذا أتيت المرأة مِن دبرها فحملت) وقوله " فحملت " يدل على أنَّ مراده أنَّ الإتيان في الفرج لا في الدبر ".اهـ المراد
وأمَّا حفصة بنت عبد الرحمن،فقد ذكرها ابن حبانٍ في "الثقات"،ووثقها العجلي كما في " لسان الميزان "(ج7ص533)ط/دار الفكر. وروى عنها جمعٌ،وأخرج لها مسلمٌ في الصحيح،وهذا يعَد توثيقًا لها.
ـ مَعَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ يَهُودَ ـ وَهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ـ  وَكَانُوا يَرَوْنَ لَهُمْ فَضْلًا عَلَيْهِمْ فِي الْعِلْمِ،فَكَانُوا يَقْتَدُونَ بِكَثِيرٍ مِنْ فِعْلِهِمْ،وَكَانَ مِنْ أَمْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَأْتُوا النِّسَاءَ إِلَّا عَلَى حَرْفٍ،وَذَلِكَ أَسْتَرُ مَا تَكُونُ الْمَرْأَةُ،فَكَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ أَخَذُوا بِذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ،وَكَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ يَشْرَحُونَ النِّسَاءَ شَرْحًا مُنْكَرًا،وَيَتَلَذَّذُونَ مِنْهُنَّ مُقْبِلَاتٍ وَمُدْبِرَاتٍ وَمُسْتَلْقِيَاتٍ. فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ،فَذَهَبَ يَصْنَعُ بِهَا ذَلِكَ،فَأَنْكَرَتْهُ عَلَيْهِ،وَقَالَتْ إِنَّمَا كُنَّا نُؤْتَى عَلَى حَرْفٍ فَاصْنَعْ ذَلِكَ وَإِلَّا فَاجْتَنِبْنِي،حَتَّى شَرِيَ أَمْرُهُمَا،فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ  ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أَيْ : مُقْبِلَاتٍ،وَمُدْبِرَاتٍ،وَمُسْتَلْقِيَاتِ،يَعْنِي بِذَلِكَ مَوْضِعَ الْوَلَدِ.
أخرجه أبو داود (2164) واللفظ له،والحاكم(2845)،ط/دار المعرفة،وقال : " صحيحٌ على شرط مسلمٍ،ولم يخرجاه بهذه السياقة،إنَّما اتفقا على حديث ابن المنكدر عن جابرٍ في هذا الباب".اهـ وهذا مِن أوهامه؛لأنَّ عبد العزيز بن يحي وأبان بن صالحٍ،ليسا مِن رجال مسلمٍ،والبيهقي (13670)مِن طريقه،وقال : " ورواه أيضا عبد الرحمن بن محمدٍ المحاربي عن محمد بن إسحاق سمع أبان بن صالحٍ فذكره بمعناه وقال : (بَعْدَ أَنْ يَكُونَ فِي الْفَرْجِ)،فأُمِن ما يخشى مِن تدليس محمد بن إسحاق،والطبراني في "الكبير"(11097)،وفي إسناده : عبد الرحمن بن محمدٍّ المحاربي مدلسٌّ وقد عنعن،لكنه صرح بالتحديث عند ابن جريرٍ في "التفسير"(ج 2ص486)ط/دار الفكر،وهو مع ذلك متابعٌ بمحمد بن سلمة عند أبي داود،والحاكم ،والواحدي في "أسباب النزول"(ص51)،ووقع في إسناده أبان بن مسلمٍ وهو خطأٌ صوابه أبان بن صالحٍ. والحديث حسَّن إسناده الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في " أداب الزفاف " 
(ص101)،وبهذا فإنَّ الحديث بمجموع طريقيه،صحيحٌ لغيره . قال الحافظ ابن كثيرٍ في " تفسيره" (ج1ص486)ط/دار ابن الجوزي : " تفرد به أبو داود،ويَشهد له بالصحة ما تقدم مِنَ الاحاديث،ولا سيما رواية أم سلمة،فإنها مشابهة لهذا السياق ".اهـ وما قاله ليس بصوابٍ؛لأنَّ الأحاديث السالف ذكرها عنده،عدا حديث أم سلمة،لا تصلح في الشواهد،ومنها حديث ابن عباسٍ عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ منكرٌ وهذا الحديث علَّةٌ له،وسيأتي بيان عللها بإذن الله .
وله شاهدٌ مِن حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أيضًا عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافعٍ : مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَدْ أَكْثَرَ عَلَيْكَ الْقَوْلَ أَنَّكَ تَقُولُ عَنِ ابْنِ عُمَرَأَنَّهُ أَفْتَى بِأَنْ يُؤْتَى النِّسَاءُ فِي أَدْبَارِهِنَّ قَالَ نَافِعٌ : لَقَدْ كَذَبُوا عَلَيَّ،وَلَكِنِّي سَأُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ الْأَمْرُ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ عَرَضَ الْمُصْحَفَ يَوْمًا،وَأَنَا عِنْدَهُ حَتَّى بَلَغَ { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } قَالَ : يَا نَافِعُ هَلْ تَعْلَمُ مَا أَمْرُ هَذِهِ الْآيَةِ إِنَّا كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نُجَبِّي النِّسَاءَ،فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ وَنَكَحْنَا نِسَاءَ الْأَنْصَارِ أَرَدْنَا مِنْهُنَّ مِثْلَ مَا كُنَّا نُرِيدُ مِنْ نِسَائِنَا،فَإِذَا هُنَّ قَدْ كَرِهْنَ ذَلِكَ وَأَعْظَمْنَهُ،وَكَانَتْ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ إِنَّمَا يُؤْتَيْنَ عَلَى جُنُوبِهِنَّ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى{ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى  شِئْتُمْ } .
أخرجه النسائي (7738) ط/دار الكتب العلمية،بإسنادٍ حسنٍ، فيه عبد الله بن سليمان الطويل صدوقٌ يخطئ،كما في  "التقريب"(3370ص399)،وكعب بن علقمة صدوقٌ " التقريب "(5644ص645)،والطحاوي في " شرح معاني الآثار" (5357)ط/دار الكتب العلمية،وابن مردويه كما في تفسير ابن كثيرٍ (ج1ص388)،وفي إسناده عبد الله بن عياشٍ،ضعيفٌ يصلح في الشواهد والمتابعات،وقد تُوبع بعبد الله بن سليمان الطويل عند النسائي . ويحمل كُل ما جاء عن ابن عمرٍ في إتيان النساء في أدبارهن على هذا .

2) ما رُوِّي عن ابن عباسٍ قال : أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } فِي أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَوْا النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَسَأَلُوهُ،فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ (ائْتِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ إِذَا كَانَ فِي الْفَرْجِ).
أخرجه أحمد(2414)،وفي إسناده : رِشدين بن سعدٍ شديد الضعف
3) ما رُوِّي عن ابن عباسٍ أيضًا أَنَّ أُنَاسًا مِنْ حِمْيَرَ أَتَوُا النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَسْأَلُونَهُ عَنْ أَشْيَاءَ،فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : إِنِّي أُحِبُّ النِّسَاءَ،وَأُحِبُّ أَنَ آتِيَ امْرَأَتِي مُجَبِّيَةً فَكَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ }،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : (ائْتِهَا مُقْبِلَةً،وَمُدْبِرَةً إِذَا كَانَ ذَلِكَ فِي الْفَرْجِ).
أخرجه الطبراني في " الكبير"(12810)،واللفظ له،وفي إسناده : بكر بن سهلٍ الدمياطي،ضعفه النسائي وفي" الاوسط "(3307)،وقال : " لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيبٍ إلا ابن لهيعة ". اهـ وأخرجه ابن جربرٍ في " تفسيره "(ج2ص488 ـ 489)،وابن أبي حاتمٍ في " تفسيره "(2130)ط/مكتبة نزار مصطفى الباز،من طريق عبد الله بن لهيعة أيضًا،وهو ضعيفٌ مختلطٌ،لا يحتمل التفرد .
4) ما رُوَّي عن أبي سعيدٍ الخُدري أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا،فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهِ،وَقَالُوا : أَتُعَزِّبُهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } .
أخرجه الطحاوي في " شرح مشكل الأثار" (2822 ـ 5347)،وفي إسناده : عبد الله بن نافع الصائغ،لَين الحديث،ويعقوب بن حميد بن كاسب،قال الحافظ في " التقريب "(7815ص865) : "صدوقٌ ربما وهم ".اهـ وأبو يعلى  (1065)ط/دار المأمون،وفي إسناده : الحارث بن سريج،ضعيفٌ جدًّا،وقد خالفهما يونس بن عبد الأعلى عند ابن جرير في " التفسير"(ج2ص485 ـ 486)،فأرسله وبالتالي فإنَّ وصله شاذٌ عند الطحاوي،ومنكرٌعند أبي يعلى،وهو مع إرساله فيه ضعفُ عبد الله بن نافع . وقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ رواه ابن جرير عن يونس ويعقوب به،يوهم أنه مِن طريق يونس موصولًا وليس كذلك . وأمَّا رواية يعقوب فلم أجدها عند ابن جريرٍ،والله تعالى أعلم .
5)ما ذكِر عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أَنَّ رَجُلًا أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا،فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ وَجْدًا شَدِيدًا،فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } . 
أخرجه النسائي (7741)،وقال : " خالفه ـ يقصد سليمان بن بلالٍ ـ هشام بن سعدٍ فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار". اهـ وهشام بن سعدٍ،ثبتٌ في زيد بن أسلم،كما قال أبوداود،وأخرجه الطحاوي في " شرح مشكل الأثار" (5346)،وابن جريرٍ في "تفسيره "(ج2ص485)،وقال أبوحاتمٍ كما في تفسير ابن كثيرٍ (ج1ص388) : " لو كان هذا عند زيد بن أسلم ، عن ابن عمر لما أولع الناس بنافعٍ ". اهـ وقال ابن كثيرٍ : " وهذا تعليلٌ منه لهذا الحديث . وقد رواه عبد الله بن نافع ، عن داود بن قيس ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عمر فذكره ". اهـ وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛لحال عبد الله بن نافعٍ الصائغ،وقد تقدم أنَّ الصواب إرساله،والله تعالى أعلم .
ختامًا أحمد المولى عَز وجَل على ما حباني به مِن نعمٍ وهو القائل في كتابه : {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} الأية [النحل:53] . ونعمه كثيرةٌ ومتنوعةٌ،كما قال تعالى : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} الأية [النحل:53]. و منها نِعمة الصحة والعافية،ونعمة الاسلام والسُنة،ونعمة طلب العلم . وأسأله مزيد توفيقه وإحسانه،إنه ولي ذلك والقادر عليه،وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والبحث منسق بصيغة بي دي أف من هنا
                    تم الفراغ منه يوم السبت9 محرم عام 1439 هجري
                      كتبه أبوعبد الله إبراهيم بن خالدٍ التبسي الجزائري

                                   في الرباح وادي سوف

الأحد، 24 سبتمبر 2017

التبيين لسبب وقف التعاون مع الإخوة السودانيين

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،والصلاة والسلام على رسوله خير البريات،وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ،إلى يوم فناء الأرض والسموات .
أمَّا بَعْدُ                           
فقد كان لنا تواصلٌ مع الإخوة السودانيين،منذ ما يُقارب السنتين أو أكثر قبل حدوث فتنة أبي عمرٍو الحَجوري في السودان،ثم وجهنا لهم نُصحًا فيما يَخص عبد الوهاب الجزائري،وكانت هناك استجابةٌ،وفي أثناء تواصلنا معهم،وعند حدوث الفتنة وإدلاء الإخوة بحُججهم وبراهينهم على انحراف عبد الكريم الحجوري ــ هداه الله ــ كُنَّا مِن أوائل المُناصرين لهذا الحق . لكننا اكتشفنا أنَّ عبد الوهاب الجزائري رجَع مجددًا إلى مركز القوز،وأرسل إلينا أخونا عَلم السوداني،درسًا في الفرائض له . فواجهناه بالنكير،والحقيقة أنَّ أخانا عَلم استعمل معنا أسلوبًا مُلتويًا،فبعد أن قبل منَّا في بداية الأمر،واتصل بأخينا الشيخ وليد فلم يقبل عبد الوهاب في المركز،آنذاك . ثُم بعد ذلك أرسلنا إلينا الأخ عَلم عبر وتساب يدفاع عنه بالباطل،فوجهنا له نُصحًا وهو من هنا  فانتظرنا أياماً ولم يرد بشيءٍ،وحاولنا الاتصال به مراراً بالهاتف ولا يَرفع علينا،وكذا أخوه أبو عكرمة ولكن بدون جدوى .وعند اتصالنا بأخينا إهاب،تبينت لنا بعض الأمور،واتهمَنا هو بدوره بالتسرع،ودافع عنه بشبهاتٍ واهيةٍ،مع دعواه الدفاع عنا،فوجهنا له نُصحًا أيضًا وهو من هنا .   ومع مُضي الوقت وعدم وجود أي ردٍّ علينا ولا مناقشةٍ علميةٍ، على ما أوردناه عليهم مِن حقائق موثقة،اتضح لنا أنَّ همَّ القوم هو التكثر بهذا الرَّجل المنحرف .                     
هذا وبالرغم مِن مُواجهتهم بالقواعد السَّلفية،والنصوص الشرعية فيما يخص هذا النزاع،و أخبرناهم بأنهم يَلزمهم في عبد الوهاب ما لزِمنا في عبد الكريم الحجوري . وكذلك ننقم عليهم،عَدم بيان ما حدث بينهم وبين الشيخ يحي،وكذا عَدم إفادتنا بذلك كي يتسنى لنا الرد،بالرغم مِن طلبنا ذلك منهم . لذا قَررنا،كتابة هذا التبيان {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ }[الأنفال : 42] ؛لأن السَّلفي حقًا،مَن يَقبَل الحق له أو عليه،وأمَّا مجرد الدعاوي فلا حاجة لنا بها،ولا هي مِن ديننا لا مِن قبل ولا مِن بعد . وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين،هو مولانا وحسبنا ونعم الوكيل .

                                    كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي 
                                          وأبو موسى العربي البسكري
                                     بتاريخ 27 ذو الحجة عام1438هجري 
                                           في الرباح وادي سوف

الأحد، 17 سبتمبر 2017

هَكذا كانت صلاة نبينا صلى الله عليه وسلم باللَّيل في رمضان وغير رمضان ويليـه : صلاة التراويح جماعة في رمضان سنة وليس بدعة ويليـه : إسبالُ المٍنن في بيان أن صيام شهر رجب من البدع لا من السنن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على مَن لا نَبي بعده،وعلى آله وصحبه وسَلَّم تسليمًا كثيرًا
أمَّا بَعدُ 

فهذه صلاة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باللَّيل في رمضان وغير

رمضان ويليها : صلاة التراويح جماعةً في رمضان سُنةٌ وليس بدعةً ويليها :إسبالُ المِنن في بيان أنَّ صيام شهر رجب مِنَ البدع لا مِنَ السُنن،للتنزيل أو التصفح من هنا

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

القَوْلُ الصَّحِيح الَمُعْتَبَر مِنْ أَنَّ الانْحِرَاف اليَسِير عَنِ القِبْلة لاَ يَضُر

بسم الله الرحمن الرحيم                                             
الحمد لله القائل : 
{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}،يختبر تعالى المؤمنين بما يظهر به صدق الصادقين،وريب المرتابين،وعاقبة المنافقين؛ليرتب عليه الجزاء،وإنما يثبت على ذلك من فَقِهَ الشيء فعرف أسراره البديعة وأحكامه البليغة،وأشهد أن لا إله إلا الله،وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ 
أمابعد :                                                 
فلا يخفى على كل مسلم أن الصّلاة هي آكد أركان الإسلام الخمسة كما قال الرسول
،وأنها أولى الواجبات الإسلامية بعد التّوحيد،وأنها إذا صلُحت صلُح عمل المسلم كله،وإذا فسدت،فسد عمله كله،كما في الصحيحين .أيها المسلم ـ سلَّمك الله في الدارين ـ إن شأن الصلاة عظيم جدًا في ديننا الحنيف،وأسرارها العظيمة وبركاتها العميمة وفوائدها الكثيرة لا تخفى على كثير من المؤمنين،ثم اعلم أن الصلاة ليست مجرد أقوال يلُوكها اللسان وحركات تؤديها الجوارح والأركان فحسب،بلا تدبرٍ ولا تعقلٍ ولا تفهمٍ ولا خشوع قلبٍ،بل و ليست الصلاة تلك التي ينقرها صاحبها نقر الديك،ويخطفها خطف الغراب كشأن أهل النفاق،ويمر بها مرَّ السحاب،كأن وراءه طالب حثيثٌ،ويلتفت فيها التفات الثعلب يمينًا وشمالاً وقوفًا وتحتًا . كلا فالصلاة المُقامة تمامًا هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية والخضوع والسكون لرب العالمين واستحضار عظمة المعبود جل جلاله ومراقبته. كما ذكر ذلك العلماء .
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : إنما حظُّهُم ـ أي المسلمين ـ من الإسلام على قدر حظّهم من الصّلاة،و رغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصّلاة، فاعرف نفسك يا عبد الله،احذر أن تلقى الله عزّ وجلّ ولا قدر للإسلام عندك،فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصّلاة في قلبك . انتهى كلامه
صدق رحمه الله،لأن كل امْرئٍ حجيجُ نفسه عند لقاء ربه،فاعْقل هذا وتأملهُ جيداً واتَّق اللهَ و لا تكن من الغافلين . فأمْعن النّظر أخي المصلّي فيما سطرتُه وجمعتهُ لك ـ في هذه العُجالة على اختصارها ـ،فإن اقتنعتَ بها،وخالطت بشاشة قلبك،فاحمد الله تعالى،و اسأله المزيد من فضله. وهو القائل تعالى كما في الحديث القدسي : (ولئن سألني لأُعطينه) .ولمَّا كانت الصلاة بهذه المنزلة فهي جديرةٌ بالاهتمام والاعتناء، خُصوصاً والكلام هنا على اّعظم شرطٍ مُجمعٌ عليه وتبنى عليه صحة الصّلاة،ألا وهو : (استقبال القبلة).                           
أولاً: لا يجوز القلقلة بين أوساط المسلمين وإثارة الشحناء والبغضاء على أمرٍ قد فُرغَ منه . والأمر واسع ولا يجوز التلبيس على الناس أمر دينهم في أمر قد يسّره الشارع،فالمُعارض لهذا الأمر لابد أن يأتي بأدلة قوية على بطلان جهة القبلة التي نحن نُصلي إليها،أما إذا كان الانحراف يسيراً فقد نص الفقهاء من أنه لا يضر في صحة الصلاة . إذن فالميل اليسير الذي لا يُخرجه عن الجهة هذا يعفى عنه . فإذا كان الانحراف عن القبلة أقل من 45 درجة مثلاً،فالصلاة صحيحة؛لأن الفرض في حق المصلي هو استقبال الجهة،لا استقبال الكعبة ولا مكة،وهذا الانحراف لا يخرجه عن استقبال الجهة . وأما إذا انحرف إلى الجهة الأخرى فهذا هو الذي لا يعفى عنه،والله المستعان . 
قال العلامة ابن باز رحمه الله : لكن يشرع التحري الكامل للقبلة،هذا هو الأفضل،وإلا فلا يضر الميل اليسير بالنسبة لليمين والشمال،ما يضر والحمد لله . انتهى كلامه  (مجموع الفتاوى 12/130)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وبهذا نعرف أن الأمر واسع،فلو رأينا شخصاً يصلي منحرفًا يسيراً عن مسامتة [أي : محاذاة] القبلة،فإن ذلك لا يضر، لأنه متجه إلى الجهة . انتهى من (الشرح الممتع 2/273) .
مما يعضده من جهة النظر إجماع المسلمين على صحة صلاة الصفِّ المستطيل الذي يُقطع أن جرم الكعبة لا يُوازيه،ومحل قول النبي (ما بين المشرق والمغرب قبلة) على العموم الذي هو مخصوص بقوله تعالى : {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} يعني نحوه .هذا ولْيعلم أيضاً أن الجمهور منهم الحنفية والحنابلة،وقول للشافعي والأظهر عند المالكية أنه يكفي البصير القادر استقبال جهة الكعبة باجتهاد وليس عليه إصابة عينها، فيكفيه غلبة الظن أن القبلة في الجهة التي أمامه . لقوله تعالى : {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} . ومما يدل على ذلك عمل الصحابة كقول قول عمر في الموطإ : مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ إذَا تَوَجَّهَ قِبَلَ البَيْتِ .
وقول ابن عمر في كتاب الترمذي رحمه الله : إذا جعلتَ المغربَ عن يمينك والمشرق عن يسارك فما بينهما قبلةٌ إذا استقبلتَ القبلة . لكنه وإن كان مخصوصاً ففيه دليلٌ على سعة القبلة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "شرح العمدة" (2/539) : وروى الأثرم عن عمر وعلي وابن عباس أنهم قالوا: (ما بين المشرق والمغرب قبلة) ، وعن عثمان أنه قال : (كيف يُخطئ الرجل الصلاة وما بين المشرق والمغرب قِبلة ما لم يتحر المشرق عمدًا) . يُريد أن الأمر فيه سعة،وأما المُعارض فلا أدري هل يُحب هذا الحُكم أم لا؟!.
قال أبو القاسم محمد بن سراج الأندلسي : وقد نص القاضي أبو الحسن ابن القصَّار على أن : المحرابَ الذي يعلم أن إمام المسلمين نصبَه أو اجتمع أهل البلد على نصَّبه أنَّ العالِمَ والعَامِّيَّ يُقلدانه،ولا أعلم أحداً خالفَ ابنَ القصار في هذا. انتهى كلامه .
ثانياً : أن الأولين عولوا على الجهة،رحمهم الله، لكن لا ينبغي الميل كثيراً بحيث يتوقع الخروج منه لقوله  : (إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ وَالحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ) . وهذا من جملة المشتبه . ثالثاً : وإذا كان كذلك فلا يجوز التكلف فيما لا يُطاق، والتشدد في الانحراف اليسير الذي قد عفا عنه الشارع . وقد رُفع الحرج عن هذه الأمة الأمية بنص كتاب ربنا : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} . ومعلومٌ أن الطاعة بحسب الطاقة،قال تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. وقال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
رابعاً : من تناقض المُعارض لقبلتنا أنه يُصلي مُولياً ظهره للمصلين،وهذا فيه عدة محاذير منها :
1 ــ أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نهى عن هذا الفعل،حيث قال: (ولا تدابروا). وهذا ليس من الأدب ولا من التواضع،قال السيوطي : ولا تدابروا أَي لَا تعرض بِوَجْهِك عَن أَخِيك وتوله دُبرك . اهـ (من شرح موطإ مالك) .
2 ــ أنه يلزم الإمام والمأمومين استقبال جهة الكعبة سواءاً بسواء، وتحري ذلك، ولا يكفي أن يتجه الإمام وحده . إذ لو فرضنا أن الإمام مُتجهٌ لغير القبلة لمَا صحَّت صلاته ولا صلاتنا،فصحة صلاة الإمام هي صحة صلاة المأموم هكذا قال الفقهاء . فإذا كان كذلك فكيف يجوز لنا أن نُتابعه على أمرٍ هو مُخطئٌ فيه،أليس هذا من التناقض؟!.                                                      3 ــ في هذا الفعل (المنكر) من إثارة القيل والقال بين المسلمين والبلبلة والصياح بجهلٍ ممزوجٍ بهوى،وتعصبٍ للرأي ولو كان خطأً كما لا يخفى،وقد نُهينا عن ذلك بالكتاب والسنة وإجماع الأمة .               
 
4 ــ وليس للمعارض ولو شبهُ دليل على ما ادعاه وشوَّش به على جماعة المصلين،وأنهم على غير القبلة التي أمرنا بالاتجاه إليها،وكفى بذلك مُنادياً بالبطلان. فبيننا وبين كل من خالف كتاب الله وسنة رسوله 
ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وعمل الصحابة والتابعين،ولا يجوز الافتئات على الشريعة والتقول على الله بغير علم. ألم تسمع قول ربك عز وجل : { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} .هذا الذي أردتُ توضيحهُ ـ بحمد الله ـ على اختصاره،تلبية لبعض مُحبي الخير،ورداً على من فيه لوث العناد والجهل،ومن يسير على مبدإ: عنزة ولو طارت! . وإن كان عند المُعارض علمٌ فليُخرجه لنا . ـ وأنَّى له ذلك ـ ،و الله الموفق لا ربَّ سواه،وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.كتبه غيرة على المسلمين: العربي بن الهلالي البسكري ـ غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ـ .