السبت، 21 يوليو 2018

نيل العلا بتخريج حديث «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا»

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولي الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين،وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ :     
فإِنَّ مِنَ أفْضَلِ حال العبد المسلم، ذكره للرب ـ عز وجل ـ صباحًا ومساءً، واشتغاله بما صحَّ مِنَ الأذكار الواردة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والبعد والحذر مِنَ الأذكار الضعيفة والوضوعة عنه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ففي صحيح ما ثبت عنه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ غُنية عن سقيمه ومعلوله .  
ولذا رأيتُ أن أقوم بتخريجٍ مُختصرٍ لحديث: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا )وهو مِن جوامع كلِمه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ  وهذا العمل أعني به تخريج الأحاديث، كما قال النووي : " فإنه ممَّا يَفتقر إلى معرفته جميعُ الناس إلا النادر مِنَ المحدّثين، وهذا أهمّ ما يجب الاعتناء به، وما يُحقِّقهُ الطالبُ مِن جهة الحفاظ المتقنين، والأئمة الحُذَّاق المعتمدين. اهـ (الأذكار ص/4) .   أسأل الله أن ينفع به، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل لله عز وجل .
 للتنزيل أو التصفح من هنا

السبت، 14 يوليو 2018

التعقيب السلفي على نقل الحطيبي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي النعم،واسع الجود والكرم،أحمده سبحانه على عظيم فضله وامتنانه . وأصلي وأسلم على خير أصفيائه وذروة أوليائه،محمد بن عبد الله القرشي،وعلى آله وأصحابه،ومَنِ اتبع هداه .
أمَّا بَعْدُ 
فقد أوقفني أخونا العربي البسكري،على كلمةٍ لحسينٍ الحَطيبي،منشورةٌ في موقعه،بتاريخ 4 جمادى الأولى 1439 هجري . ذكَر فيها نقلًا عن خالد بن عبودٍ الحَضرمي،أنَّ عبد الكريم الحجوري اتصل بهذا الأخير،واعتذر له عن الطعونات التي صدَرت في حقه،ثُم عقَّب بقوله : " جزاه الله خيرًا على رجوعه واعتذاره على هذا الخطإ،وهذا هو الواجب على السُّني السَّلفي أنه لا يقع في الظلم والخطإ،وأنَّ رجوعه إلى الحق والصواب هو الواجب على كل مسلمٍ،ونحن ما تكلَّمنا بتلك الكلمة إلا أنَّا بينا أنَّ ذلك خطأٌ لا يجوز السكوت عنه " . اهـ ولي مع هذا النَّقل مآخذٌ وهي كالتالي : 
أولًا أنَّ أخبار خالد بن عبودٍ،فيها نظرٌ؛لأنه أنكَر وقائع في دار الحديث بدماج،تتمثل في تخبطه في الفتن . وقد كذَّب أبو بلالٍ الغرباني في ذلك،لكن هذه الوقائع ثابتةٌ،ولست اعتمد في ذلك على نقل الغرباني،لكن على نقل أخينا أبي موسى . 
ثانيًا لو سلمنا بصحةالرواية،لكان ذلك ممَّا يضاف لمخازي عبد الكريم الحجوري،فكيف يقول في صوتيته : أنه عفا عن خالد بن عبودٍ،وأنه ترَك قوله؛بسبب شفاعة الشيخ يحيى،ثُم يصدُر منه هذا الكلام . وقد ردَدت عليه في حينها،بَردي المسمى " بيان ضابط التراجع الشرعي " وهو منشورٌ ولله الحمد . 
والوقفة الأخيرة مع الحَطيبي؛لأنَّ كلامه هذا وواقعه تضمَّن مغالطاتٍ،فقد كان يحُث الإخوة السودانيين سابقًا،على الرد على عبد الكريم الحجوري والشيخ يحيى؛وهذا ممَّا يشعِر بتخطئته لأبي عمرٍو،بل أصرح مِن هذا فقد كان يقول : أنَّ أباعمرٍو لا يستطيع أن يقيم دعوة في السودان . وهذا كلام حقٍّ؛لأنَّه شرذَم الدعوة ولم يقمها،والواقع يشهَد بذلك . فكيف يختزل أخطاء عبد الكريم الحجوري،في الطعن في أبي بلالٍ ؟! فحتى لو كان هذا مِن أخطائه،فعليه التراجع عما أفسَد في السودان . وأنصح الحَطيبي بتعلم منهج السَّلف،والبعد عن منهج القصاصين والوعاظ،وله صوتيةٌ في ذلك لحبذا لو اتعظ بها . ويذكرني هذا بمنهج مَن كان معنا؛ فهو خيرنا وابن خيرنا،ومَن كان ضدنا؛فهو شرنا وابن شرنا . عن أنسٍ ـ رضي الله عنه ـ  أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الْمَدِينَةَ،فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءٍ فَقَالَ : " إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ،وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ،وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ ؟ قَالَ : ( أَخْبَرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا ) .  قَالَ ابْنُ سَلَامٍ : " ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ " .  قَالَ : ( أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ. وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ. وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ،وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ ) . قَالَ : " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ " .  قَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي " . فَجَاءَتْ الْيَهُودُ؛فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : ( أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ ؟ ) . قَالُوا : " خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا " . فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : ( أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ؟ ) قَالُوا : " أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ " . فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَقَالَ : " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ " . قَالُوا : " شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا " وَتَنَقَّصُوهُ قَالَ : " هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ " . أخرجه البخاري ـ فتح ـ (ج6 ـ 3329)،و(ج7 ـ 3911 ـ 3938)،و(ج8 ـ 4480) ط/دار الفيحاء . وأمَّا دعواك أنَّ الذي صنَعه عبد الكريم الحجوري ـ إن ثبت ذلك ـ هو صنيع السَّلفي،مجازفةٌ؛لأنَّ الرجل يروغ روغان الثعلب،ويَتمشى مع أغراضه نحو القذة بالقذة . إنَّ مجرد تراجع أبي عمرٍو، عن كلامه في خالد بن عبودٍ ـ وإن كان ذلك التراجع ليس بشرعيٍّ ـ لا يعني إدخاله في زمرة السلفيين،بعدما خرَج منها ببراهين واضحةٍ . وقولك : " لا يجوز السكوت عن الخطإ " اهـ لا تُشم منه رائحة الصدق؛فأين إنكارك لأخطاء خالد بن عبودٍ التي ملَئت السهل والجبل . وبالتالي يتضِّح أنَّ الأمر مجرد عصبيةٍ جاهليةٍ،لا كتابٌ ولا سنةٌ ولا أصول السَّلف . وهذا هو ما آل إليه حال الدعوة في الديار اليمنية الآن وللأسف،تقليدٌ وتعصبٌ وتحكمٌ بغير دليلٍ،فلله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل . ختامًا أحمد المولى تعالى،على ما أنعَم وأكرَم،وأن هيئنا لدحر الشبه والضلالات،واعلم ياطالب العلم،أنَّ النفاح عن الدين مِن أفضل القربات؛فعض عليه بالنواجذ،واجتنب الجمود والتقليد والتعصب . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . 
للاستماع أو تحميل صوتية الحَطيبي من هنا
             تَم الفراغ منه بتاريخ 1 ذو القعدة عام 1439 هجري              كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالدٍ التبسي الجزائري
                         في الرباح وادي سوف