الخميس، 8 يناير 2015

التنبيهات الغراء على بعض ما جاء في ملخص الإملاء



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي أوتي جوامع الكلم ولم تخط يديه بقلم وهو في حقه أولى لما قاله المولى عز وجل: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48]([1]) وفي حق غيره منقصة ومذمة وعلى الآل والأصحاب الكرام ومن اقتفى أثرهم واقتدى بهديهم إلى أن يرث الأرض ومن عليها رب الأنام.
أما بعد
فقد يسر الله تعالى لي دراسة ملخص الإملاء لأخينا عادل بن صالح الحضرمي حفظه الله تعالى واستفدت منه كثيرا لكنني وقفت على أمرين وجب التنبيه عليهما وذلك عملا بقول المصنف في النظم:
وفي الختام أنصح الطلابــــا     ***     أن يأخذوا من نظمي الصوابا
وما رأوا من العيوب سددوا      ***     بذا يعم النفع ولا يبــــــــــــدد
وكلامه هذا يشمل النظم وغيره لا أنه خص النظم بذلك فما كان من خطإ صوب وسدد وبهذا تعم الفائدة.
فالموضع الأول: عند ذكره المواضع السماعية لهمزة الوصل (ص13)([2]) ذكر الخلاف في كلمة البتة وأن الوصل أشهر قال أبو عبد الله عفا الله عنه وكذلك الخلاف في الهمزة من (أل) التعريف عند اتصالها بالكلمة قال ابن هشام رحمه الله في شرح قطر الندى (ص77): وزعم ابن مالك أنه لا خلاف بين سيبويه والخليل في أن المعرف (أل) قال: وإنما الخلاف بينهما في الهمزة أزائدة هي أم أصلية واستدل على ذلك بمواضع أوردها من كلام سيبويه وقال (ص249): وأما الحرف فلم تدخل عليه همزة وصل إلا على اللام نحو قولك الغلام الفرس وعن الخليل أنها همزة قطع عوملت في الدرج معاملة همزة الوصل تخفيفا لكثرة الاستعمال كما حذفت الهمزة من خير وشر للتخفيف وبقية الحروف همزاتها همزات قطع نحو: أم وأو وأن. اهـ
والموضع الثاني: عند الكلام على تاء التأنيث المربوطة (ص55) التي تلحق بعض جموع التكسير التي لا يكون في مفردها تاء نحو: (رعاة، دعاة، قضاة... إلخ) وأحال في الحاشية لجموع التكسير التي يكون في مفردها تاء نحو: (أموات، أبيات أصوات) قلت: جموع التكسير التي ليس في مفردها تاء هي ما ذكره في المتن أما الذي أحال عليه في الحاشية ففي مفرده تاء نحو: (ميت، بيت، صوت) وبالتالي يظهر أنه حد شيئا وأحال على غيره وكان عليه التنبيه على ذلك كما فعل في تعريفه لتاء التأنيث المربوطة وأن ما قبلها يكون مفتوحا ولو تقديرا وأحال في الحاشية على سعاة وقضاة.
هذا ما تبين لي في هذا الملخص المفيد جزى الله مصنفه خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون   إلا من أتى الله بقلب سليم والحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري
صبيحة الخميس 17 ربيع الأول 1436 هجــــري.



[1]  قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ج6 ص113) عند هذه الآية... وهكذا كان صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة لا يحسن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده بل كان له كتاب يكتبون بين يديه الوحي والرسائل إلى الأقاليم ومن زعم من متأخري الفقهاء كالقاضي أبي الوليد الباجي ومن تابعه أنه عليه السلام كتب يوم الحديبية "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله" فإنه حمله على ذلك رواية في صحيح البخاري "ثم أخذ فكتب" وهذه محمولة على الرواية الأخرى "ثم أمر فكُتب" ولهذا اشتد النكير بين فقهاء المغرب والمشرق على من قال بقول الباجي وتبرؤوا منه وأنشدوا في ذلك أقوالا وخطبوا به في محافلهم وإنما أراد الرجل – أعني الباجي فيما يظهر عنه – أنه كتب ذلك على وجه المعجزة لا أنه كان يحسن الكتابة كما قال عليه الصلاة والسلام إخبارا عن الدجال "مكتوب بين عينه كافر" وفي رواية "ك ف ر يقرؤها كل مؤمن".
[2]  طبعة دار الهدى بالجزائر تحقيق الدكتور إبراهيم قلاتي وقوله "زعم" هنا بمعنى قال ولا تعني تضعيفا لأنه اعتمد هذا القول في المتن قائلا: "ثم ذو الأداة وهي (أل) عند الخليل وسيبويه لا اللام وحدها خلافا للأخفش".

السبت، 3 يناير 2015

إسبال المنن في ذكرالراجح من تعاريف الحديث الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

إن مما اضطرب الحفاظ في تعريفه هو الحديث الحسن،وهو أدق العلوم وأصعبها،والسبب في ذلك هو صعوبة تحديد نوع ضعف الراوي،هل هو ضعف يسير فيكون حديثه حسنا،أو كثير فيكون حديثه ضعيفا

وها نحن سنذكر بحمد الله تعالى هذه التعاريف،وهي خمسة،مع الإعتراض عليها بشيء يسير من النقد،وهي المشهورة والمتداولة في كتب المصطلح.

أولا:
تعريف البيقوني

قال:(والحسن المعروف طرقا وغدت***رجاله لا كالصحيح إشتهرت)

ففي هذا التعريف ذكر شرطين للحديث فقط،وهما:

1-أن يكون متصل الإسناد:من قوله:(والحسن المعروف طرقا).

2-أن يكون رجال الإسناد خفيفي الضبط،وهو مأخوذ من قوله:(وغدت رجاله لا كالصحيح إشتهرت).

والناظر في تعريف البيقوني يجده مثل تعريف الخطابي،بل لا فرق،حيث قال الخطابي-رحمه الله-:(وهو ما عرف مخرجه واشتهرت رجاله).
فيعترض على كلا التعريفين أنهما لم يذكرا(الشذوذ والعلة).
ثانيا:
تعريف الترمذي
قال:وهو كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب،ولا يكون الحديث شاذا،ويروى من غيروجه نحو ذلك،وفي هذا التعريف إنتقاد فيما يلي:
1-لم يذكر العلة.
2-لم يذكر الإتصال.
3-في تعريفه نزل بنا إلى الكذاب فقط،فالمتروك أيضا سيدخل في حد الحسن،وكذلك سيدخل الراوي المتصف بكثرة الخطإ في تعريفه هذا.
وعلى هذا وذاك فيكون تعريف الترمذي يتنزل على الحسن لغيره،وتعريف الخطابي يتنزل على الحسن لذاته.
ثالثا:
تعريف ابن الجوزي:(وهو ما فيه ضعف قريب محتمل).

إن المتأمل في تعريف ابن الجوزي يجد فيه قصورا واضحا في حد الحسن من وجهين:
1-لأنه غير جامع لأفراد الحسن.
2-عدم ضبط القدر المحتمل في هذا التعريف.
فهو قريب من تعريف الترمذي-رحمه الله تعالى.
رابعا:
تعريف ابن الصلاح
عرفه ابن الصلاح وقسمه على قسمين،ولكل قسم تعريف.

1-الحسن لذاته:هو ما رواه العدل خفيف الضبط مع إتصال السند.

وينتقد على هذا القسم أنه ترك الشذوذ والعلة القادحة.

2-الحسن لغيره:وهو ما رواه الضعيف إذا كثرت مخارج أسانيده،وتعددت طرق حديثه.
وينتقد عليه أيضا أنه ليس كلما جاءت مثلا أربع طرق،وكل طريق فيها راوٍ ضعيف،وتعددت مخارجه وكثرت أسانيده،فهو حسن،هذا غير صحيح.
خامسا:
تعريف الحافظ ابن حجر:(وهو ما أتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله أو أرفع منه،ولا يكون شاذا ولا معللا).

والمتأمل في هذا التعريف يرى أنه أصح التعاريف وأدقها عبارة،وهوالذي اعتمده المتأخرون،منهم الحافظ ابن حجر-رحمه الله-حيث نظر في التعاريف المتقدمة،ثم خرج بالزبدة منها،فأجتمع له ما لم يجتمع لغيره-رحمه الله-.
قال العلامة الألباني-رحمه الله-في حاشيته على النزهة:(وهذا التعريف على إيجازه أصح ما قيل في الحديث الحسن،وهوالذي توفرت فيه جميع شروط الحديث الصحيح المتقدمة،إلا أنه خف ضبط أحد رواته).ا.هـ.ثم حث رحمه الله على حفظ تعريف ابن حجر رحمه الله

فائدة:الحديث الحسن محتج به عند الجمهور،وسواءٌ كان حسن لذاته أو حسنا لغيره،وسواء كان في الأحكام أو في العقائد أوغيرها
المراجع
- التقييد والإيضاح للعراقي ص45 وبعدها

-إختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير ص130-134

-الموقظة للذهبي.

والعلم عند الله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه:أبو موسى العربي البسكري

الإربعاء:غرة رجب 1435هـ

الجمعة، 2 يناير 2015

الملحة في بيان جوازسب الأموات من دعاة الضلال للمصلحة لأخينا العربي البسكري


   بسم الله الرحمن الرحيم
   الحمد لله وكفى،وصلى الله على محمد خير نبي اصطفى وبعد:
   إن من أعظم نعم الله على عباده ألا وهي نعمة طلب العلم،كيف لا وهي أفضل من نعمة المال،ومن نعمة الجاه،ومن نعمة الرئاسات.
   سئل الإمام أحمد-رحمه الله-:أي شيء أفضل في هذه الدنيا؟،قال:(طلب العلم لمن صحت نيته).
   كان السبب في كتابة هذا العنوان المشار إليه آنفا،أني ذكرت في بعض المجالس التي نتذاكر فيها مع بعض الإخوة وفقهم الله داعية من دعاة الضلال في هذا العصر،ألا وهو سيد قطب،وقد ذكرت فيه شيئا من السب والثلب،ودار النقاش بيننا حول هذه المسألة،وهي مسألة سب الأموات،هل نقع في سب الأموات المنهي عنه،ولكن ليعلم أنني ما تكلمت في هذا الشخص إلا لأمرين:
   أولا:لتحذير الإخوة من شر هذا الرجل .
   وثانيا:إنتقاما لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام،حيث أن سيدا قال في موسى عليه السلام:عصبي المزاج.
   ولما سئل العلامة ابن باز-رحمه الله-عن هذه اللفظة فقال:(الطعن في الأنبياء ردة مستقلة).اهـ
   وهنا سوف نذكر بعض ما عند هذا الرجل من زلقات:
   أولا:ما تقدم من الطعن في موسى عليه السلام،هذه وإن كانت لوحدها كافية بل قاصمة.
   ثانيا:تجرؤه على تكفير المجتمعات المسلمة،حيث قال:إن المساجد الآن كلها معابد وثنية.
   ثالثا:طعنه السيّء في عثمان أمير المؤمنين وكذا في معاوية رضي الله عنهما.
   رابعا:قوله بوحدة الوجود،وهي كفر، لكن المانع من تكفيره،كما قال العلامة الفوزان:(هو رجل جاهل وليس من علماء الشرع).
   وقال الشيخ الألباني-رحمه الله- :(هذا يدل على أنه جاهل بقواعد الشرع).
   خامسا:ومن نظر إلى كتابه في ضلال القرآن علم أن الرجل صاحب ضلال،وإلى الموضوع المشار إليه والله أسأل التوفيق والسداد.
   إن من المعلوم النهي عن سب أموات المسلمين لما جاء في صحيح البخاري( 1393)عن عائشة-رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تسبو الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا).
   قلت:هذا الحديث أصل في المسألة ،ولكن هذا الحديث عام وقد خُّص بحديث أنس-رضي الله عنه-لما مرت تلك الجنازة فأثنوا عليها شرا،فقال عليه الصلاة والسلام:(وجبت،أنتم شهداء الله في الأرض)،ولم ينكر عليهم ذلك.
   وقال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في المصدر المذكور:(والوجه عندي على العموم إلا ما خصه الدليل).اهـ
   قال ابن بطال في شرح البخاري:(سب الأموات تجري مجرى الغيبة،فإن كان أغلب أحوال المرء الخير وقد تكون منه الفلتة، فالإغتياب له ممنوع،وإن كان فاسقا معلنا فلا غيبة له فكذلك الميت).اهـ
   قال أبو موسى-عفا الله عنه-:وسيد قطب له فلتات مهلكات، كما بينت ذلك في خمسة نقاط، ومن أعضمها جرما طعنه في صفوت الخلق والسادات موسى عليه السلام كما تقدم.
   وأما قوله عليه الصلاة والسلام:(فقد أفضوا إلى ما قدموا ).
   فقد إستدل به بعضهم على منع سب الأموات مطلقا[1].
   قال الحافظ ابن حجر في الفتح:(وقد تقدم أن العموم مخصوص،وأصح مما قيل في ذلك، أنّ أموات الكفار والفساق يجوز ذكر مساويهم،للتحذير منهم والتنفير عنهم[2]،وقد أجمع العلماء على جواز جرح المجروحين من الروات أحياءً وأمواتا).اهـ
   الجمع بين أدلة المانعين في هذه المسألة وأدلة المجيزين:
   قال الإمام النووي-رحمه الله-في الأذكارص295:باب النهي عن سب الأموات بغير حق ولا مصلحة شرعية:(وجاء في التخصيص في سب الأشرار أشياء كثيرة...[3]،واختلف العلماء في الجمع بين هذه النصوص على أقوال أصحها وأضهرها أن أموات الكفار يجوز ذكر مساويهم وأن أموات المسلمين المعلنين بفسق أو بدعة أو نحوها فيجوز ذكرهم بذلك إذا كان فيه مصلحة لحاجة إليه،للتحذير من حالهم والتنفير من قبول ما قالوه،والإقتداء بما فعلوه،وإن لم تكن حاجة لم يجز ذلك،وعلى هذا التفصيل تنزل هذه النصوص).اهـ
   ولعله لا مزيد على هذا التفصيل ولا سيما هو من إمام نحرير ومحقق مدقق.
   سئل العلامة مفتي الديار النجدية صالح الفوزان-حفظه الله-:ما حكم سب وشتم الميت؟،وهل ذلك يؤذيه وله تأثير عليه؟
   فأجاب:ورد النهي عن سب الأموات ،لأنهم أفضوا إلى ما عملوا،ولا يجوز سب الأموات إلا إذا ترتب على ذكرهم مصلحة شرعية،كأن يكون هذا الميت من علماء الضلال له آثار سيئة[4]،فإنه يجب تنبيه المسلمين من آثاره وضلاله ليحذروا من ذلك.اهـ
   وقال العلامة العثيمين-طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه آمين-في شرح رياض الصالحين(6/230):(الأموات يعني أموات المسلمين،أما الكافر فلا حرمة له...أو مصلحة شرعية مثل أن يكون هذا الميت صاحب بدعة ينشرها بين الناس،فهنا من المصلحة أن نسبه ونحذر منه ومن طريقته لئلا يغتر الناس به).اهـ
   قلت:هذا هو موقف أئمة أهل السنة والجماعة في حماية دين رب العالمين ونصح عباد الله المؤمنين والله المستعان.
   هذا ذكر تحرير المسألة باختصار واللبيب تغنيه الإشارة أو كما قيل:(كمن إشارة أغنت عن صحيح العبارة).
   وأما قولنا في سيد قطب (قبحه الله) فلنا في ذلك سلف ولنذكر ثلاث نماذج عن ذلك أو أربعة أقول مستعينا بالله وحده:
   أولا:جاء في تاريخ أبي زرعة الرازي عبيد الله بن عبد الكريم ص506:قال أخبرني محمد بن الوليد، سمعت أبا مسهريقول:قال سلمة بن عمرو القاضي على المنبر:(لا رحم الله أبا حنيفة فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق).إسناده صحيح,أنظر تاريخ بغداد.(15/516).
   قلت:ولعل كلمتي أخف على سيد قطب من كلمة سلمة بن عمرو (لا رحم الله أبا حنيفة)،مع الفرق الشاسع والبون الواسع بين منزلة سيد قطب ومنزلة أبي حنيفة مع أن كلاهما حاطب ليل وكلاهما من ضلال المسلمين.
   ثانيا:وفي التقييد في معرفة رواة السنن والأسانيد ص409 لمحمد بن عبد الغني ابن نقطة المتوفى سنة ( 629) بسنده إلى أبو بكر السني قال: سمعت أبو عبد الرحمن النسائي سئل عن علي بن عبد العزيز المكي قال :(قبح الله علي بن عبد العزيز ثلاثا)،فقيل يا أبا عبد الرحمن أتروي عنه؟ فقال لا،فقيل له أكان كذابا؟فقال:لا ولكن قوما اجتمعوا ليقرأوا عليه شيئا وبرُوه بما سَهُل،وكان فيهم إنسان غريب فقيرلم يكن في جملة من بره،فأبى أن يقرأ عليهم وهو حاضر حتى يخرج أو يدفع كما دفعوا.فذكر الغريب أن ليس معه إلا قصعة فأمره بإحضار القصعة،فلما أحضرها حدثهم.
   قلنا:هذا على ثبوت القصة،غاية ما فيه أنه لا يحدث إلا بمقابل،وقد تكلم فيه النسائي بذلك الكلام وكيف بسيد قطب الذي عنده من الفواقر والطامات ما الله به عليم،ولا سيما طعنه في موسى الكليم عليه السلام.
   ثالثا:جاء في تاريخ يحي بن معين برواية تلميذه عباس الدوري برقم( 2670):قال:سمعت يحي بن معين يقول:(تليد كذاب كان يشتم عثمان،وكل من يشتم عثمان أوطلحة أو أحداً من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).اهـ
   رابعا:وفي حديث:(أنا مدينة العلم وعلي بابها)،هذا حديث موضوع،وهو من وضع الشيعة الأشرار.
   قال ابن عدي:(هذا حديث موضوع يعرف بأبي الصلت).
   وقال أبو حاتم بن حبان:(هذا خبر لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم).
   وانظر ماذا قال فيه الإمام أحمد:(قبح الله أبا الصلت).انظر الإنتصار للصحب والآل ص363.
   خامسا:قال الذهبي في المغني (2653) :(سمعان بن مهدي عن أنس لا يعرف،ألصقت به نسخة قبح الله واضعها).اهـ
   وقال في تذكرة الحفاظ(2/238):في قصة مكذوبة عن عروة،قال:(حَفِيَتْ أضافير رجل من كثرة ماكان يتسلق...).الحديث.
   قلت(الذهبي):وهذه حكاية مكذوبة قبح الله من افتراها.
   هذا ما أردت بيانه في هذه العجالة،فالحق ما وافق الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، وما خالف ذلك كله باطل مردود من أي شخص كان.
   فأسأل الله تعالى العلي الودود أن يستر علينا عيوبنا،وأن يسبل علينا مننه وعطاياه ونعمه الظاهرة والباطنة.سبحانك ربنا من بر كريم رحيم ودود.

   والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين.
   كتبه الفقير إلى الله:
   أبو موسى العربي البسكري الجزائري
   ليلة الإثنين:12رجب1435هجرية
   وادي سوف العرين
   1-ولعلهم غفلوا عن تخصيص النهي بحديث أنس رضي الله عنه.
   2-وهذا حالنا مع سيد قطب.
   3-وقد ذكر أمثلة على ذلك.
   4-وسيد قطب ممن خلف آثار سيئة.وممن نعش هذه الآثار بعده التكفيريون اليوم في الساحة.حيث قال شيخنا يحي الحجوري-حفظه الله:شبه التكفيريين اليوم أغلبها من فكر سيد قطب.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

بيان كذب وليد قبابي في دعواه أنه لم يتبين له الأمر أيام فتنة علي الحلبي



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فقد وجهت منذ مدة نصيحة لأحد المستقيمين حديثا وحذرته من وليد قبابي وشرذمته الآثمة وكان مما قلته له أنه كان ينافح عن أبي إسحاق الحويني ومحمد حسان وعلي الحلبي وحسن مشهور سلمان مع وجود كلام العلماء القاضي بجرحهم ولما واجهه بهذا الكلام اعتذر بأنه لم يتبين له الأمر يومئذ سالكا بهذا مسلك الحزبيين في الكذب والتلبيس ولو صدق الله لكان خيرا له ودليل كذبه هذه الوثيقة المأخوذة من منتديات كل السلفيين التي يشرف عليها علي الحلبي وما حفها من قرائن في ذاك الزمان وإليك الوثيقة:

اليوم, 12:03 AM
أبو عبد الرحمان التبسي
عضو جديد تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 8

حالات تعارض الجرح والتعديل

-------------------------------------------------------------

إن الحمد لله ة([1])نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وبعد:
إذا تعارض الجرح مع التعديل له أربعة حالات:
1- أن يكونا مبهمين، أي: غير مبين فيهما سبب الجرح أو التعديل، فإن قلنا بعدم قبول الجرح المبهم أخذ بالتعديل، لأنه      لا معارض له في الواقع، إن قلنا - وهو الراجح- حصل التعارض فيؤخذ بالأرجح منهما: إما في عدالة قائله، أو في معرفته بحال الشخص، أو بأسباب الجرح والتعديل، أو في كثرة العدد.
2- أن يكونا مفسرين، أي: مبينا فيهما سبب الجرح والتعديل فيؤخذ بالجرح، لأن مع قائله زيادة علم إلا أن يقول صاحب التعديل: أنا أعلم أن السبب الذي جرحه به قد زال. فيؤخذ حينئذ بالتعديل، لأن مع قائله زيادة علم.
3- أن يكون التعديل مبهما والجرح مفسرا فيؤخذ بالجرح، لأن مع قائله زيادة علم.
4- أن يكون الجرح مبهما والتعديل مفسرا فيؤخذ بالتعديل لرجحانه.
- أن يكونا مفسرين، أي: مبينا فيهما سبب الجرح والتعديل فيؤخذ بالجرح، لأن مع قائله زيادة علم إلا أن يقول صاحب التعديل: أنا أعلم أن السبب الذي جرحه به قد زال. فيؤخذ حينئذ بالتعديل، لأن مع قائله زيادة ----
 إذا لماذا لا يؤخذ بتعديل الشيخ أبو الحارث للشيخ أبو إسحاق ومحمد حسان مع أن التعديل كان مفسرا
------قال تعالى{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} -----

ويتضح منها أنه يعلم حالات تعارض الجرح مع التعديل وأنه قدم تعديل علي الحلبي لأبي إسحاق الحويني ومحمد حسان على زعم أنه تعديل جامع لشرائط المعارضة وهو في الحقيقة قواعد خلفية أصلها من كيسه للدفاع عن هؤلاء المنحرفين والتشغيب على أهل السنة والغبي البليد وليد يحسبه موردا عذبا زلالا وهو سم زعاف وحاله كمن قال الله تعالى فيه: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور:39]
وما تلبس به الرجلان لا يعلم لهما توبة منه وقد أخرج كلامه هذا بعد جلوسنا مع عبد الغني عويسات الذي رد على تعديل أبي إسحاق الحويني بكلام الشيخ ربيع ومع وجود كلام الشيخين ربيع وعبيد في جرح علي الحلبي أيضا وقد كان هو ورفاقه يدافعون عن أبي إسحاق الحويني في الجلسة وكان قد أخرج كلاما قبل مجيء عبد الغني عويسات للفصل في النزاع القائم بين بدر الدين مناصرة والإخوة في مدينة تبسة وطعن في الإخوة وأنهم لا يحسنون قراءة الفاتحة لكن المسكين لا يحسن حتى كتابة كنيته فعبد الرحمن تحذف الألف اللينة من وسط كلمة رحمان إذا عرفت بـ: "أل"([2]) وهو كتبها بإثبات الألف كما يظهر في الوثيقة.
قوله: "أربعة حالات" خطأ وصوابها أربع حالات لأن العدد من ثلاثة إلى تسعة يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث([3]).
قوله "إذا لماذا لا يؤخذ بتعديل الشيخ أبو الحارث للشيخ أبو إسحاق" لحن فأبو في الموضعين بدل من الشيخ والبدل يتبع المبدل منه والمبدل منه مخفوض([4]) في الحالتين في الأولى بالإضافة وفي الثانية بحرف الخفض فلماذا رفعه يا ترى ؟ وهو يتبجح بأن مناوئيه لا يحسنون طلب العلم والتدرج فيه وقال لأخينا المذكور آنفا بأننا لا نحسن دراسة التوحيد.
ولما ضَعُفَ الشيخ ربيع مؤخرا وأصبح يتكلم في أناس بغير دليل وسكت عن آخرين بغير دليل ويا ليته سكت فحسب بل أظهر الدفاع عنهم مع ما عندهم من الطوام وجدوا في ذلك متنفسا لهم وتماشيا مع أهوائهم فأصبحوا يتمسحون به وإلا فقد كان الشيخ ربيع وعبيد يتكلمان في الحلبي ولا يقبل وليد ومن معه كلامهما ويحتجون بكلام علي الحلبي فهم لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا إلا ما أشربوا من أهوائهم كما جاء في الحديث.
وسكوت الشيخ ربيع ومن معه عن فركوس داعية الاختلاط والبدع والضلالات جعلهم يتمسحون به لأن في ذلك قضاء أغراضهم فهم أهل تكتيل لا فرق عندهم  بين الحزبي والسلفي وموالاتهم لأهل الأهواء واضحة لا غبار عليها هنا في مدينة تبسة ولا ينكرها إلا مكابر ولعل الله عز وجل أن ييسر لي بيان أحوالهم الواحد تلو الآخر وهم أهل أغراض دنيوية ولو على حساب الشرع كدراستهم وعملهم في الأماكن الاختلاطية بحجة الضرورة وقد شهد عليهم بعضهم وأنه معصية لكنهم يعتذرون بأقبح منه.
وقد يقول قائل بأن صاحب الوثيقة ليس وليدا قبابي وإنما هو أبو عبد الرحمن التبسي فأقول هما وجهان لعملة واحدة وكل القرائن في ذلك الوقت تدل على أنه هو لأنه كان يكتب في منتديات الحلبي ويظهر الدفاع عن أبي إسحاق الحويني ومحمد حسان وحسن مشهور سلمان هو ورفاقه وقد رد تقديم الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي لرسالة صعقة المنصور للكردي بحجة أن الشيخ كان في حالة مرض شديد ولا يعي ما يفعل وقد أظهروا دفاعا في جلسة عبد الغني عويسات وقبلها وبعدها.

كتبت هذا الكلام نصحا لعباد الله وتنفيرا من هذه الشرذمة المخذولة بإذن الله وبيانا لما هم عليه من المنهج المعوج وراجيا منه سبحانه أن يكفينا شرهم وتلبيساتهم وفسادهم وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري.



[1] - زائدة.
[2] - أنظر ملخص الإملاء (ص 56) لأخينا أبي حاتم عادل بن صالح الحضرمي حفظه الله تعالى.
[3] - شرح قطر الندى لابن هشام الأنصاري رحمه الله (ص 224).
[4] - على حسب تعبير الكوفيين وأما نحاة البصرة فيعبرون عنه بالجر كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح المقدمة الأجرومية(ص13)