الاثنين، 17 أبريل 2017

إتحاف الأحباب بزجر يوسف بن العيد العنابي الكذاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمد لله الكَريم،رَبِّ العرش العظيم،والصلاة والسلام على نبيه محمدٍّ،وعلى آله وصحبه وسلم.

أمَّا بَعدُ
فقد أفادني أخي سَعدان المَسعدي الجلفاوي - حفظه الله -،بمنشورٍ وهو عبارةٌ عن سؤالٍ وُجِّه ليوسف بن العيد العنابي،يَتعلق بخَبَر سجنه في الجزائر،وهو منشورٌ في صفحة التَّيمي أبي عبد الرحمن في الفيسبوك،بتاريخ 28جمادى الآخر عام 1438هجري،وهذا نصه ونص جواب يوسف.
سئل أبو حاتمٍ الجزائري:سَمِعنا أنك ستسجن يوم الأحد فهل هذا صحيحٌ؟
فأجاب:يقول الله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
ويقول سبحانه:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
فإنا لله وإنا إليه راجعون،وحَسبُنا الله ونِعم الوكيل. 
ولسنا أَوَّل مَن سُجن أو أوذي في الله؛فهذه سنة الله تعالى أنه يبتلي عباده حتى يعلم الصابر ممَن يعبده على حرفٍ.
{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.
فأسأل الله أن يجعلنا ممَن إذا ابتلي صَبر ورَضي بقضاء الله وأقبل عليه سبحانه،وأن يَجعل سجننا خلوة تزيدنا إلى الله قربة،وأن يجعلنا في عافية في ديننا وصحتنا. 
فقد اتُّهمنا بما نحن منه براءٌ،ثُم حُكم علينا بالحبس الاحتياطي إلى حين يصدر الحكم النهائي،وسيتم تنفيذ الحكم بالسجن يوم الأحد قبل الظُّهر.
والحمد لله على كل حالٍ،راضون بقضاء الله سبحانه،وأدعو إخواني أَهل السُنة أن يقبلوا على الله الذي بيده ملكوت السموات والأرض بالدعاء أن يحفظ هذه الدعوة وأهلها،وأن يفرج عنا ويكشف كربنا،وأن ينتقم ممَن مَكر بي مِنَ الحزبيين وممَن كان ينقل أخباري كذبا ومَن آواه على فتنته عليَّ،{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
ونسأل الله الذي بيده قلوب العباد يُصِّّرفها كيف شاء،أن يُظهر الحق ويحفظ أهله،وأن يصرف عنا هذا السجن وظلمته؛فهو على كل شيءٍ قديرٍ وبيده الأمر كله (فإن الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ،وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ،رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)
وندعو أهل السُنة بالثبات على السُنة وطلب العلم النافع والدعوة إلى سبيل الله،والصبر على الأذى فيه؛فإن ذلك سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة،قال تعالى:{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
ونحن - معشر أهل السنة - وإن سَجننا ولاة الأمور؛فإننا لا نعصي الله فيهم ولانجعل ذلك سببا لإثارة الفتن،بل نعتقد طاعة ولاة الأمور المسلمين في المعروف،وندعو الله أن يبصرهم بالحق فيدركوا بأنه لادعوة أحرص على أمن البلاد والعباد من دعوة أهل السُنَّة التي قامت على الكتاب والسُنَّة وما كان عليه السَّلف الصالح،والحَمد لله رَبِّ العالمين. 
كتبه:أبو حاتمٍ يوسف بن العيد الجزائري - فَرَّج الله عنه -
وقد لفت انتباهي وانتباه أخي سَعدان،قول السائل:"سَمِعنا أنك ستسجن يوم الأحد فهل هذا صحيحٌ"،وجواب يوسف:"فقد اتُّهمنا بما نحن منه براءٌ ثُم حُكِم علينا بالحبس الاحتياطي،إلى حين يَصدر الحُكم النهائي،وسيتم تنفيذ الحُكم بالسجن يوم الأحد قبل الظُّهر".اهـ
ومعلومٌ أنَّ الحََبس الاحتياطي،لا يَعلم به صاحبه إلاَّ بعد مُثوله أمام وكيل الجمهورية،فيقرر إمَّا حبسه احتياطيًّا إلى غاية محاكمته،أو يوجه له استدعاءً مباشرًا لحظور جلسة المحاكمة.
وهذا استخفافٌ منه بعقل السائل،فكيف يُخبِره بأنه في السِّجن الاحتياطي،وهو أمامه يجيبه،إن لم يكن هو الذي صاغ هذا السؤال وأجاب عنه.
وتأمل قوله:"ولسنا أول مَن سُجن"وكأن الرَّجل يتكلم مِن داخل السجن،وإذا كان يَتكلم مِن السجن،فكيف وَصل إليه السائل؟وهذا تهويلٌ منه وتضخيمٌ للأمر،واستعطافٌ للنَّاس كعادته،وأظن أنَّ الأمر لا يعدو أن يكون قَد استُدعي لحضور جلسة المحاكمة،فقد يُحكَم عليه وقد يُبرأ.
وكذا قوله في آخر المنشور:"كتبه أبو حاتمٍ"ويتضح منه أنه ليس سؤالاً شفويًّا،وإلا لقال صاحبه:"أملاه أبو حاتمٍ"،وهذا ممَّا يُقَّوي الخَلل في هذه الحكاية،وعلى القول بأنه سُئِل كتابيًّا،فمِن أين دخل إليه السؤال؟وِِمِِن أين خََرج مِن عنده الجَواب؟.
وأقول مجددًّا،أنَّ الرَّجل بَلغ به الاستخفاف بعقول النَّاس مبلغًا كبيرًا،في تصرفاتٍ لا تنطلي على أغبياء النَّاس فضلاً عن نُبهائهم،بدون حياءٍ ولا خوفٍ مِنَ الله - عَزَّ وجَلَّ -،وقد تَخفى هاته الأمور عن بعض إخواننا خارج الجزائر؛بسبب عدم  علمهم بالإجراءات القضائية هنا.
وما هذا إلا دليلٌ على بواره وكساد سِلعته،ويُعتَبر هذا شرحٌ لدعوته.
أسأل الله - تعالى - أن يقينا مزالق السُّوء،وأن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،وصلى الله على نبينا مُحمدٍّ وعلى آله وصحبه وسلم.
                     تم الفراغ منه يوم الإثنين20رجب عام1438هجري
                       كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري 
                                في الرباح وادي سوف

الأربعاء، 12 أبريل 2017

تحذير السلفي من تلبيسات خالد بن عبود الحضرمي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمد لله العَلي الأقوى،جَاعِل سَطوة الحق فوق كل شيءٍ أقوى،والصلاة والسلام على نبيه المُجتبى،وحبيبه المُصطفى، وعلى آله وصحبه،ومَن تلى.
أمَّا بَعدُ
فقد قال الله تعالى ناهيًا لليهود:{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقّ وَأَنتُم تَعْلَمُونَ}[البقرة:42]قال ابن كثيرـ رحمه الله ـ في تفسيره (ج1ص131)ط/دار ابن الجوزي:"يقول تعالى ناهيًا لليهود عمََّا كانوا يتعمدونه،من تلبيسهم الحق بالباطل،وتمويهه به وكتمانهم الحق وإظهار الباطل:( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) فنهاهم عن الشيئين معًا،وأمرهم بإظهار الحق والتصريح به".اهـ
وقال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره (ص33ـ 34)ط/دار ابن حزم:"....(ولا تلبسوا)،أي: تخلطوا (الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ)،فنهاهم عن شيئين،عن خلط الحق بالباطل،وكتمان الحق؛لأنَّ المقصود مِن أهل الكتب والعلم،تمييز الحق،وإظهار الحق،ليهتدي بذلك المهتدون،ويَرجِع الضالون،وتقوم الحُجَّة على المعاندين؛لأنَّ الله فَصَّل آياته،وأوضح بيناته،ليُميِّز الحق مِن الباطل،ولتستبين سبيل المهتدين مِن سبيل المجرمين،فمن عَمِل بهذا مِن أهل العلم،فهو مِن خلفاء الرسل وهداة الأمم.
ومَن لَبِسَ الحق بالباطل،فلم يُميِّز هذا مِن هذا،مع علمه بذلك،وكَتَم الحق الذي يعلمه،وأُمِرَ بإظهاره،فهو مِن دعاة جهنم،لأنَّ النَّاس لا يقتدون في أَمر دينهم بغير عُلمائهم،فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين".اهـ
ويُذكَر عن سُفيان بن عُيينة أنه قال:"مَن فَسَدَ من عُلمائنا ففيه شَبَهٌ من اليهود، ومَن فَسَد مِن عُبَّادنا ففيه شبه مِنَ النصارى".اهـ
في هذا الصدد وَقَفت على صوتية لخالد بن عَبُّود الحَضرمي(أبوبلالٍ)،منشورةٌ على منتديات الحامي بتاريخ1جمادى الأولى1438هجري،عنوانها:"مُحمدٌ العَمودي العَدني صار في حيز أهل الأهواء"،ألقاها بمناسبة قُدوم بعض أَهل حَجَر عليه ذَهَب يَخلط فيها بين تَرصد الأخطاء وبين رَدِّها،ويصف بعض مَنِ انبرى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه لا يَخاف الله ولا يبذل النُّصح،ويتألَّى على الله تعالى في شأن المُسِئ بأنه لا يفلح، ويَستشهِد بزيغ مُحمدٍّ العَمودي على تصحيح أخطائه وتخبطاته،وأنَّ ما وَقَع له كان نتيجة ظلمه له هو وبعض المشائخ،وإلى تفصيل ما أَجملت ورَدِّ أباطيله،سائلاً مِنَ المولى عزَّ وجلَّ السَّداد والتوفيق والإعانة.
1) قوله:"...أمَّا مع وجود بغضاءٍ وشحناءٍ في الصَّف،ومع خلافٍ في الصَّف،وكُل واحدٍ يمكر بالثاني،وكُل واحدٍ يترصد أخطاء الآخر،إيش قال إيش فَعل، يَحضُر الدرس وهو يُسجِّل،ها إيش قال اليوم الرَّجال هذا،اكتب اتصل اليوم صاحبنا قال كذا وكذا،دونوا دونوا الأولى والثانية والثالثة،فإذا به يُخرِج فيك رسالةً ما تدري مِن أين جابها،فإذا به واحدٌ مِن هؤلاء الذين لا يخافون الله، ولا يَعرِفون النُّصح،ولا يبذلون النُّصح لأحدٍ، همه تَرصد الأخطاء فقط ليس له هَمٌٌّ إلا هذا".اهـ
ويتضح مِن حال هذا الرَّجُل أنَّ عنده خَلطٌ بين رَد الأخطاء وتَرصد الأخطاء،وهذا الأسلوب مِن أساليب أهل الأهواء؛الغرض منه هو رَد الحق،فكُلما قام ناصحٌ لدين الله تعالى يُنكر المنكرات،ويَرُد الأخطاء،كانوا له بالمرصاد وشوهوه،فتارةً يقولون فُضُولي،وتارةً يتهمونه بتتبع العثرات والسقطات،وليس نقد الأخطاء مِن هذا القَبيل.

قال الشيخ سَعيد بن دعَّاس ـ رحمه الله ـ في "تنزيه السلفية"ط/مكتبة دار الحديث بدماج(ص222ـ223):"والمقصودُ من هذا كلِّهِ التوصلُ إلى سدِّ باب نقدِ الأخطاءِ، التي تمسُّ منهجَ الحقِّ،وجرح من يستحقُّ الجرحَ من المخالفِينَ،وإلباس ذلكَ لباسَ ـ تتبُّعِ العورات!ـ ،وذكر الناسِ الذي هو ـ داءٌـ، وهذاـ كما تشهدُ العادةُ الجاريةُ!!ـ يكثرُ جريانُهُ على لسانِ من ضاقت نفسُهُ ـ ذرعًا ـ بنقدِ الأخطاءِ والأشخاص،و الكلُّ يتوافقون في سوقِ أدلةِ البابِ،وكلام أهل العلم،في غير موضعِها كما ستراهُ ـ إن شاء الله ـ . وليسَ هذا من تتبُّعِ العَثراتِ والعَورَاتِ،ولا من ذكرِ الناسِ بغير حقٍّ واغتيَابِهم الذي هو (دَاءٌ)،لأن المقصوُدَ بالنهي عن تتبُّعِ العَوراتِ والعثَراتِ كما قال الطَّيبي في شرح "المشكاة"(10/ 3216)عند حديث رقم(5044) في معنى قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( ولا تتبعوا عوراتهم)،قال:في ما يُظنُّ،أي:لا تجسسوا ما ستروا عنكم من الأفعالِ والأقوالِ.اهـ
وكذا فسَّرهُ القاري في"المرقاة"(8/ 775)،و صاحبُ"عون المعبود"(13/ 153).
ولذا ذكر أبو داود حديث:(إنك إن تتبعتَ عورات الناس أفسدتهم،أوكدتَ)،تحتَ بابِ النهي عن التجسس،من كتاب(الأدب)و كذا شيخُنا الوادعي في"الجامعِ الصحيح"في كتاب(الأدب). 
فعُلمَ أن المقصودَ بتتبُّعِ العوراتِ المحظور،تَلمُّسُ الاطِّلاعِ على ما خفيَ واستترَ،ولم يُعرف،ولم يُطَّلع عليه،فيتكلَّف المتتبعُ والمتجسِّسُ البحثَ والتنقيبَ،كي يجدَ خطأً لا يُعرفُ عن صاحبِهِ ليشينَهُ به.
قال ابن الأثيرِ في"النهاية"،و القاضي في"المشارق"(1/ 251):التجسُّسُ التفتيشُ عن بواطن الأمور.اهـ و عزاهُ القاضي للحربي.
 فالمذموم ُـ إذًاـ من التتبُّعِ ما هو بمعنى التجسُّسُ،وهو التَّفتيشُ،وتكلُّفُ البحث عن خطإٍ وزلَّةٍ،لا تُعرفُ عن صاحبها،والأصلُ عدمُها،وعدمُ نظائِرها في منهجِ الإنسانِ وعقيدته، و طريقتهِ.
 وأمَّا مَن بدَت منهُ أخطاءٌ ومخالفاتٌ،في عقيدته،أو منهجِهِ،أو دعوتِهِ،أو علمِهِ،و بثَّها في الناس و نشرَها،و يخشى أن يكونَ عنده نظائرُ من جنسها،مما يضرُّ الناسَ في دينهم،فليس نقدُ أخطاءهِ،وتتبُّعُها،والتحذيرُ منها،والتنبيهُ،عليها ـ نصحًا للدين،وللمسلمين ـ مِنَ المحظور في شيءٍ بل هذا من النُّصحِ.

ولذا قال القاري في"المرقاة"(8/ 775)في معنى النهي عن طلب عورة المسلم،قال:أي يطلب عورةَ أخيه المسلم،أي ظهور عيبِ أخيِه المُسلمِ،أي:الكامل،ـ بخلاف!الفاسقِ فإنهُ يجبُ الحذر والتحذير منه!! .اهـ المراد
وأخطاؤك مِن هذا القَبيل منشورةٌ على الشَّبكات ومبثوثهٌ في النَّاس،أم أنك تشترط النُّصح سرًّا كما يَظهر مِن قولك "ولا يَعرِفون النُّصح ولا يبذلون النُّصح"،فليس لك ذلكَ؛للأدلة التي ذكرها الشيخ سَعيد ـ رحمه الله ـ فتنبه لهذا وافهمه يا مَن تَصدرت للدعوة وتعليم النَّاس.
وما دُمت مُقرًّا بأنَّ هذه أخطاءٌ،فلما لا تَرجِع عنها صراحةً،وتَترُك الروغان الذي هو مِن أساليب أهل الأهواء.
وإذا قام المرء بما أُمِر به مِن قَبول الحق ورَدِّ الباطل،لا يضره ما نَتج عن ذلك مِن شحناءٍ وتباغضٍ وتدابرٍ،وإنما يَتحمل وِزر ذلكَ مَن رَدَّ الحق وأعرض عنه،قال الإمامُ المُعلِّميُّ اليمانيُّ في "القائد إلى تصحيح العقائد"(ص242)كما في "ظوابط الحكم بالابتدع"(ص58)ط/مكتبة دار الحديث بدماج للشيخ سعيد بن دعَّاس ـ رحمه الله ـ :"فإن الآياتِ تحضُّ على إقامةِ الدِّين،والثباتِ عليهِ،والاعتصامِ به،واتِّباعِ السراطِ المستقيم،بل هذا هو المقصُودُ منها،-فالثَّابتُ على السراطِ لم يُحدثْ شيئاً!!،ولَم يقعْ بفعلهِ تفرُّقٌ ولا اختلافٌ!!،وإنما يَحدثُ ذلك بخروجِ من يخرُجُ عن السراطِ!!،وهو منهيٌ عن ذلكَ،فَعليهِ التَّبعةُ؟!!"-.اهـ

وقال العلامة أبو إسحاقَ الشَّاطبيُّ في "الاعتصام" (1/120 ط – المعرفة) كما في المصدر السابق(ص59):" فإنَّ فرقةَ النَّجاةِ،وهم أهلُ السُّنةِ،مأمورُونَ بعداوةِ أهل البدعِ، والتَّشريدِ بهم،والتَّنكيلِ بمن انحاشَ إلى جِهتِهم،بالقتلِ فما دونَه،وقد حذَّر العلماءُ من مصاحبتِهم ومجالستِهم،حسبَما تقدَّمَ،-وذلكَ مظنَّةُ إلقاءِ العَداوةِ والبَغضاءِ!،لكنِ الدَّركُ فيهَا على مَن تَسَبَّبَ فِي الخُروجِ عنِ الجَماعةِ؟!،بِما أحدَثهُ مِن اتِّباعِ غيرِ سبيلِ المُؤمنينَ!!!،لا عَلى التَّعادي مُطلَقاً،كيفَ ونحنُ مأمُورونَ بمُعاداتِهم،وهُم مأمُورونَ بموالاتِنا،والرُّجوعِ إلى الجماعةِ!!!-".اهـ

وقال الشيخ سعيد ـ رحمه الله ورَفع درجته في عليين ـ (ص60ـ61):"وإنَّما ينشأ ـ يقصد التباغض والشحناء ـ ذلكَ عن تَمادي المُخطئِ في باطلِهِ،وإعراضِهِ عنِ النُّصحِ والحقِّ، ونصبِ المُعاداةِ لمَن نصحَ ووضحَ الحقَّ،فإليهِ تُنسبُ الفُرقةُ والفتنةُ،وإليهِ تضافُ التَّبعاتُ،لأنهُ خرجَ عن السبيلِ،وضلَّ الطريقَ.

وأمَّا المُحقُّ فإنَّما فعل ما أمرَهُ الله به،فلا لومَ عليهِ ولا عتْبَ،لا كما ظنَّهُ صاحبُ "الإبانة" ـ أصلحهُ الله -،وغيرُهُ ممن لا عنايةَ لهم بضبطِ المسائل العمليَّةِ،والقواعدِ الشَّرعيَّةِ،أو ممَّن تضيقُ نفوسُهم ـ ذرعاً - بالتزامِ الأصولِ السَّلفيَّةِ،وتطبيقِ القواعدِ الشَّرعيَّةِ،وهم كثيرٌ - لا كثَّرهمُ الله -،لكِن تَبدوا دلائِلُ هذهِ الآفاتِ فيهم على صَفحاتِ الأوجُهِ،وطَوالعِ الأَنظارِ،وفَلتاتِ الألسنةِ،عندَ نقدِ الأخطاءِ والزَّلاتِ،والتَّحذيرِ من جناياتِ المخالفِ على الحقِّ وأهلِهِ،ومن تبصَّرَ ورضيَ بصَّرهُ الله وأرضَاهُ،ومن تَعامَى وتجاهلَ،واتَّبعَ هواهُ،ضلَّ وتخبَّطَ،وأسخطَ مولاهُ،وحسبُنا اللهُ ونعم والوكيل".اهـ

وأنت يا خالد بن عَبُّود على خُطى صاحب الإبانة في هاته النقطة وغيرها مِنَ النقاط.

2) قوله:"هذا لا يُفلِح والله لا يُفلِح؛لأننا قد جَربناه ولأنه يخالف النُّصوص،و يخالف الأدلة الشَّرعِية،هذا لا يُفلِح يا إخوان وقَد رأينا أناسًا كانوا يُتعِبون إخوانهم جدًّا أين هُم ما أعلََم فيهم رجلاً رشيدًا بقي على ما كان عليه هناك".اهـ

في هذا الكلام تألِّي على الله ـ تعالى ـ،وقَد جاء الوعيد الشَّديد في ذلك،عن جُندب ـ رَضي الله عنه ـ أنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ حَدَّث:(أنَّ رجلاً قال:وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ،وإنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلِيَّ أنْ لا أَغْفِرَ لِفُلانٍ ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ) أو كما قال أخرجه مسلم - نووي - (ج16-2621).

قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - في"الملخص في شرح كتاب التوحيد" (ص346)ط/المكتبة الإسلامية بالقاهرة :" يخبرُ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ،على وجه ِ،التحذير مِن خطر اللسانِ،أنَّ رجلاً حَلفَ أنَّ اللهَ لا يغفرُ لرجلٍ مذنِبٍ،فكأنه حكم على الله وحجرَ عليه لما؛اعتقد لنفسِهِ عندَ الله مِنَ الكرامةِ والحظِّ والمكانةِ،ولذلكَ المذنب مِنَ الإهَانةِ،وهذا إدلالٌ على اللهِِ و سوءُ أدبٍ مَعَهُ،أوجبَ لذلكَ الرجل الشقاءَ والخسرانَ في الدنيا والآخرةِ".اهـ
وهذا جهلٌ منكََ بجانبٍ مِن جوانب عَقِيدة أهل السُّنة والجماعة في المُسىء،وهو الخوف عليه وعدم الجزم له بشيءٍ،وصرت لا أَعجب مِن جهلك أكثر مِمَّا أعجَب مِن جَهل المحيطين بك،أليس منهم رَجلٌ رشيدٌ ينكر هذه المنكرات،وبهذا يتَّضح للقارىء الكريم مَن الذي يصادم النصوص الشرعية .
وقولك:"ما أعلَم فيهم رجلاً رشيدًا بقي على ماكان عليه هناك"،يَنقُض بعضه بعضًا؛لأنك لم تثبت لهم رشدًا أصلاً حتى تنفيه،فهم لا يخافون الله ـ تعالى ـ،و يترصدون الأخطاء و العثرات،ولا يبذلون النُّصح،واتعبوا إخوانهم جدًًّا،فانتبه لما يَخرج مِن رأسك هَداك الله.
3) قوله عن الشيخ ياسر الدُّبعي:"إنما جاءنا كثيرٌ مِنَ الخير عن طريق هذا الرَّجل الصبور،صبر على مرارة بعض أَهل المُكَلا وما كانوا يتحالفون عليه و يتكالبون عليه ويجعلونه كأنه ماله شأنٌ،وهُم الذين يديرون الدعوة،وهُم الذين يقومون بشئون الدعوة وهو صابرٌ عليهم حتى جاء اليوم الذي يستطيع أن يَتكلَّم فيه ويقول كلمة الحق والتف إخوانه حوله".اهـ
والسؤال الموجه إليك هل ما فعله الشيخ ياسر الدُّبعي،تأخيرٌ للبيان عن وقت الحاجة؟!،أم هو تأخيرٌ للبيان إلى وقت الحاجة؟!،أم هو انتظارٌ لذهاب زمن الخوف؟!،وعلى كل حالٍ يعتبر هذا خطأٌ منه فضلاً على أن يكون منقبةً؛لأنَّ هذا العِلم الذي كتمه،ليس مِنَ العِلم الذي يَجُوز كتمانه؛لأنَّ مَفسدة كتمه أكبر مِن مصلحة التصريح به؛لتضمنه لحكمٍٍ شرعيٍّ،وما كان مِن باب الأحكام لا يسع المرء إلا تبليغه.
وقَد جاء الوعيد على كتمانه في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}[البقرة:159] قال ابن كثيرـ رحمه الله - في تفسيره( ج1ص297)عند هذه الآية:"هذا وعيدٌ شديدٌ لمن كَتمَ ماجاءت به الرسلُ مِنَ الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدي النافع للقلوب،مِن بعد ما بينه الله ـ تعالى - لعباده في كتبه،التي أنزلها على رسله".اهـ
وفي الحديث عن أبي هُريرة ـ رَضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :(مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)،أخرجه أحمد(7561)،وأبوداود(3658)،بإسناد حسن والترمذي- تحفة -(ج7-2649)،وابن ماجة(261)،وفي إسناده علي بن زاذان الصَّيدلاني،قال الحافظ في التقريب(4847ص564):صدوقٌ كثير الخطأ،وأخرجه ابن ماجة(266)من طريق ابن سيرين، أبي هريرة - رضي  الله عنه -،وأَعله العُقيلي بالوقف،كما في تحرير تقريب التهذيب(ص86)،وأخرجه ابن ماجة(264)،من حديث أنس- رضي الله عنه -،وفي إسناده،يوسف بن إبراهيم التَّيمي،شديد الضعف،والحديث حَسنه الشيخ مُقبل- رحمه الله - في "الجامع الصحيح"(ج1ص36).
وقد تَكلَّمت عن هاته المسألة،بشيءٍ مِنَ التفصيل في"التأمُّلات السَّلفية".
4) قوله: "بعد هذا نسمع مِن بعض البلدان مَن يدافع عنه،ويُقِيم العداء لإخوانه،مِن أجل هذه الأشكال وهذه الأصناف".اهـ
إن كنتَ تقصدني أنا،فأنا لم أدافع عنه،وإنَّما أنكرت خطأً،وَقَع فيه الشيخ حُسين الحَطيبي - حفظه الله - ؛لعوده على دعوة أَهل السُّنة ودعوة الشيخ يحي - حفظه الله - بالضَّرر؛لأنَّ القول بوجود مجازفاتٍ في بعض ملازم العَمودي السابقة،يستلزم الطعن في الدعوة آنذاك،وأنَّ مَنِ اطلع على تلك الملازم راضٍ بذلك،وإذا كان الأمر كذلك،فلما لَم يُنكر في حينها؛ولأنَّ رُبَّ كلمة لو يدري قائلها إلى ما ستؤول ما قالها،مِن هذا الباب نَبَّهت على ذلك،وهو عَين ما تقوم به أنت الآن.
وإن كان الكلام نُقِل لك فقد غُلِّطت،وإن كنت قد اطَّلعت عليه بنفسك فهو تلبيسٌ منك.
5) قوله:"ولقد حَصَل لي موقفٌ معه في دماج يفوح غلوًّا،مِن هذا الرجل،حَصَل لي موقفٌ مريرٌ جدًّا،وما كنت أريد أن أذهب إليه،لكن قلنا ننصح ولعله يَحصُل خير،فإذا بالرَّجل يقول لي:ابعد ابعد اترك التميع اترك التميع".اهـ
الشيخ يحي - حفظه الله ـ كان يصرخ ما عندنا غلوٌّ في الدار،ومَن وَجد شيئًا مِن ذلك فليعنا عليه،فلما لم تَفعل ذلك.
النَّاس فَرغُوا مِن مُحمَّدٍّ العَمُودي منذ سنوات،وعندما وَصَل الأمر إلى الأشخاص والذوات انتفضت،وهذا أَمرٌ غير طيبٍّ،يَجعل في النفس شيىءٌ مِن دعوتك.
وتَميُّعك لا يخفى على الخاص والعام في تلك الفترة،وقد كَذَّبت الغرباني،حينما انتقد عليك ذلك وأنت الكاذب.
6) قوله:"وهذا كُلُّه آثار الظلم،فليحذر كُلُّ امرئٍ على نفسه مِنَ الظلم،هذا الذي وَقَع فيه هذا المخذول وَقَع؛بسبب آثار الظلم،كم ظلم؟أخونا الشيخ كمال العدني مظلومٌ منه،مات مقهورًا مِن هذي الأصناف- رحمه الله وغفر له -،وهكذا أخونا عبد الحَميد الحجوري مظلومٌ منه،وأخونا الشيخ جميل مظلومٌ منه،وكم نعدد؟ونحن ظُلمنا منهم،والآن آثار نلتمسها فيهم".اهـ
يتباكى مِنَ الظلم وهو واقعٌ فيه،واعلم أنَّ ما وَقَع لمحمدٍّ العَمُودي،ليس بسبب ظُلمك أنت والمشائخ المذكورين،كما تزعم؛لأنه ومَن معه كانوا مُحقِّين في نزاعهم معكم،بل رُبَّما كان ذلك؛بسبب ضُعف إخلاصه،كما جاء في الحديث عن سهل بن سعد الساعدي- رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال:(إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ،وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)طرف من حديث أخرجه البخاري-فتح-(ج6-2898)،و(ج7-4203-4207)،و(ج11-6493-6607)،ومسلمٌ- نووي -(ج3-112).
وهذا طعنٌ مِن طَرَفٍ خفيٍّ في الشيخ سَعِيد دعَّاس- رحمه الله -،وفي مَن كان معه مِن أهل الحق في تلك الفترة،فقد أدان كمال العَدني - رحمه الله -،بأمورٍ واضحةٍ لا غبار عليها.
ولمعرفة حقيقة النِّزاع،فإني أنصح بقراءة ما كتبه أخونا العربي البسكري - حفظه الله -،في رَدِّه المُسمى"كلمة حق وإنصاف في خالد بن عبود الحضرمي وبيان حاله مع منهج الأسلاف  ".
هذا ما تيسر لي بيانه،وأسأل الله تعالى مزيد فضله وتوفيقه،وصلى الله على نبينا مُحمدٍّ وعلى آله وصحبه وسلم.
للاستماع أو تنزيل كلمة خالد بن عبود من هنا
والمقال منسق بصيغة بي دي أف من هنا
                   تم الفراغ منه يوم الثلاثاء 14 رجب 1438 هجري
                   كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري 
                                          في الرباح وادي سوف

السبت، 25 فبراير 2017

كلمة حق وإنصاف في خالد بن عبود الحضرمي وبيان حاله مع منهج الأسلاف

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يُحِّب رَبُّنا،ويرضى وأشهَد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له،وأنَّ محمدًا عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. 
أما بعد:
فإنَّ خالد بن عَبود الحَضرمي قد تفاقم شَّره،وكَثُرت تلبيساته وتخبطاته،ووَصَل به الأمر إلى الطعن في دعوة أهل السُنَّة و الجماعة أيام كانت في ذروتها في دار الحديث بدماج من طَرَف خَفِّي،لذا رأيت أن أصد بَغيه وعُدوانه ما أستطعت دفاعًا عن هذه الدعوة المباركة؛لأنَّ مقالاته هذه تعود عليها بالنقض،وتَفتَح باب شَرِّ،بهذا الرد نصحًا لإخواني السَّلفيين ولكُلِّ المنصفين للتحميل أو التصفح من هنا

الثلاثاء، 7 فبراير 2017

تحذير الرجال من خطورة الإسبال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمد لله رب العالمين، ولا عُدوان إلا على الظالمين،وأشهد أن لاإله إلا الله وَحده لاشريك له، وأن محمدًاعبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصَحبه وسلم .
أمَّابعد:
فهذا بيانٌ مختصرٌ لبعض الشبهات التي يُدندن بها بعض الفسقة لتبرير جواز الإسبال للرجال للتنزيل أوالتصفح أوالتنزيل من هنا

الأحد، 29 يناير 2017

الضياء اللامع الشارق بتوضيح من التبس عليه الفجر الكاذب بالفجر الصادق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،ولي المتقين وصلاةً وسلامًا على نبيه الأمين،وعلى آله وصحبه الميامين.
أما بعد
فهذا توضيحٌ للفُروق الحاصلة بَين الفجرين الصادق والكاذب،كتبتُه نُصحًا لمن جَمد على رأي الأكثرين في متابعة المواقيت الفلكية على ما فيها من خَللٍ،والأدهى من ذلك أنه ذَهب يُنافح عنها فالتبس عليه الأمر والله المستعان،للتنزيل أو التصفح من هنا

السبت، 14 يناير 2017

زجر أولياء البنات والبنين بإدخالهم المدارس المُختلطة بحجة أنهم غير مكلفين

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين،وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين،وأن محمدًا عبده ورسوله الآمين،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.
أما بعد
فهذا رد لشبهات مَن زَعم أنَّ عدم التكليف مُسَّوغ لإدخال البنات والبنين إلى المدارس المختلطة للتنزيل أوالتصفح من هنا 

الأحد، 1 يناير 2017

تنبيه القاصي والداني على مغالطة في تراجع الغرباني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين،والعَاقبة للمتقين،ولا عُدوان إلا على الظالمين،كالمبتدعة والكُفَّار المارقين،والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه الطاهرين وعلى مَن اتبع هداهم إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ
فقد اطلعت على الردود التي جَرت بين خالد بن محمد الغِرباني و خالد بن عبود الحَضرمي، على ما وَقع فيها مِنَ الشَّطط مِن كلا الطرفين،ثُمَّ نَقلوا أنَّ الغِرباني زار الشيخ  يحي ـ حفظه الله ـ واعتذر عمَّا بَدر منه في حَقِّ إخوانِه المشائخ،وكان قَبل ذلك قد وَضع مَجالس الشَّبكة في عُطلة لمدة معيَّنة لا أدري بالضبط،وبعدها سَحب خالد بن عبود الحَضرمي ردوده من منتديات الحامي،وأضاف الغِرباني مجلسًا جديدًا في الشَّبكة جَمع فيه شَتات ثناء بعض أهل السُنَّة عليها من التزاكي القديمة التي لن تغني عنه شيئًا؛لأنه غَيَّر وبَدَّل،ولعلَّ السَّبب في ذهاب الغِرباني إلى الشيخ يحي ـ والله أعلم ـ لِمَا يَعلم مِن احترام المشائخ له وهذا التصرف منه غيرُ كافٍ ؛لأنه يَلزمُه إخراجُ بيانٍ صريحٍ يعلن فيه توبته من طُعونه في بعض مشائخ أهل السُنَّة،عملاً بقوله تعالى :{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:160].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ج1ص298)ط/دار ابن الجوزي: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا } أي: رجعواعمَّا كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وأحوالهم وبينوا للناس ماكانوا كتموه {فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} وفي هذا دلالة على أنَّ الداعية إلى كفر،أو بدعة إذا تاب إلى الله تاب الله عليه.اهـ
لمَّا كَفَّر الشيخ ابن بازـ رحمه الله ـ أبو رَقيبة أحدُ رؤساء تونس السابقين؛بسبب طعنه في بعض مناسك الحَجِّ أَرسَل إليه بوزير خارجيته يعتذر فلم يَقبل منه الشيخ ذلك وقال له قل له يُخرج بيانًا يعلن فيه توبته فانظرواـ بارك الله فيكم ـ إلى فقه العلامة ابن باز  فلو كان يكفي الاعتذار لقَبل ذلك منه لكنَّ الأمر شاع وانتشر ولا بد من بيان يَخرُج به صاحبه ممَّا وقع فيه.
وللتذكير فإنَّ صورة رده توضيح المقاصد لا تزالُ منشورة على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر،مع إمكانه حذفها،فهذه التصرفات تَجعل في النفس شيء من تراجعه،وأخشى أن يكون ذلك بسبب خوفه من النقد وقبول الناس للحق الذي أُدِين به والأيام حُبلى وكما قال الشاعر
سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلا *** وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِدِ
وليس هذا إساءة ظن بالغِرباني لأنَّ مرد السرائر إلى الله تعالى لكنَّ القرائن تدل على ذلك،وعلى خالد بن عبود أن يُلزمه بذلك كما ألزم محمدًا الإمام ببيان صريح يَخرج فيه من طعنه في الأخوة المجاهدين في عدن ولم يَقبل رواغانه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا
  كتبه أبوعبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري
 في الرباح وادي سوف صبيحة الجمعة1ربيع الثاني سنة 1438هجري    

السبت، 3 ديسمبر 2016

الرد على القرضاوي وأمثاله إنكارهم رجم الزاني المحصن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والعَاقبة للمتقين،ولا عُدوان إلاعلى الظالمين،وصلى الله وسلم على رسوله الأمين،خير الخلق أجمين،وعلى آله وأصحابه الطاهرين إلى يوم الدين.
أما بعد
فهذاردٌّ من العلامة ناصرالسنة والدين يحي بن علي الحَجوري ـ حفظه الله ـ،على الزنديق المارق يوسف القرضاوي؛لإنكاره رَجم الزاني المحصن،وهوأمر معلوم من الدين بالضرورة،للتذكير فإنَّ القرضاوي كَفَّره الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ؛لانتقاصه من الله عز وجل،
وكذلك الشيخ يحي ،فعجبًا لمن لا يزال يُحسن الظنَّ به.
للتنزيل أوالتصفح من هنا
منقول من موقع الشيخ يحي 

التنبيه السديد على كلمة العربيد


‏الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فقد أطلعني بعض أبنائي على كلمة نشرها شخص يسمى (علي البخيتي)
قال فيها:
((لن تمسها النار؛ على أي ديانة كانت؛ أتحدث عن إيفانكا ترامب؛ إبنة الرئيس الأمريكي المنتخب. وهل لنار أن تجرؤ على العبث مع هذا الجمال الإلهي)).

قلت:
هذا الكلام من هذا الجاهل العربيد، من جنس كلام الزنادقة الجرءاء على معارضة القرآن والسنة، فوجب التنبيه عليه حتى لا يغتر به أمثال كاتب هذه المقولة.
فقوله (لن تمسها النار):
فيه جرأة وتعالي على الله عزوجل أن الله لا يعذب ذات الجمال ولو كانت على أي ديانة يشمل ذلك اليهودية والنصرانية وغيرها من ديانات الكفر.
والله عزوجل يقول: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ [فاطر:36].
وكل من ألفاظ العموم، والكفار شر البرية، وشر الدواب، سواء كان جميلا أو غير جميل قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6].
وقال ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنفال: 55]
وبوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه على حديث رقم (4903)
بَابُ ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسِبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ وقال: وَقَوْلُهُ: {خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] قَالَ: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ.
قلت:
ومع ذلك يقول الله في المنافقين: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [التوبة:68]،
وقال: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ [النساء:145].
وقوله: (وهل لنار أن تجرؤ على العبث مع هذا الجمال الإلهي)
أقول:
نار جهنم مأمورة وليست متجرأة ولا عابثة، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ  «احْتَجَّتِ النَّارُ، وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتْ: هَذِهِ يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ، وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتْ: هَذِهِ يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ، وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ: أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِهَذِهِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا».
وصح عند الترمذي (2574) وغيره أن النبي  قال: يَخْرُجُ عُنُقٌ من النَّارِ يوم الْقِيَامَةِ له عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يقول: إني وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ من دَعَا مع اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَبِالْمُصَوِّرِينَ.
فالذي وكلها بذلك هو الله عز وجل، قال القاري وصاحب تحفة الأحوذي: قوله: (وإني وكلت بثلاثة) أي وكلني الله بأن أدخل هؤلاء الثلاثة النار وأعذبهم بالفضيحة على رؤوس الأشهاد.
كتبه أبو عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري 
في مكة المكرمة بتاريخ (11/2/1438هـ)
منقول من موقع الشيخ يحي ـ حفظه الله ـ

الخميس، 3 نوفمبر 2016

وقفة مع كلمة الشيخ حسين الحطيبي في محمد العمودي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم،والصلاة والسلام على على خيرخلق الله أجمعين،محمد بن عبد الله الأمين وعلى آله وصحبه وسلم.
أمَّا بعد
فقد سَمعت كلمةً للشيخ حسين الحطيبي ـ حفظه الله ـ منشورةٌ على شبكة العلوم السلفية بتاريخ 14محرم سنة 1438هجري،تكلَّم فيها على طعونات محمد العمودي في السلفيين،وتَثبيطه عن الجهاد،وقد لفتَ انتباهي قوله في آخرها"هو رجل ما عنده شيء يذكر في خدمة الدعوة السلفية،إلا بعض الملازم،التي في بعضها مُجازفات قد تضرَّرت دعوتنا في بعض المناطق منها،وهذاهوالواقع والله المستعان".
ولِي مع كلامه هذا جولتان
الأولى:وهي أنَّه لا حبَّذا لو بيَّن لنا الشيخ هاته المجازفات،التي في بعض مَلازم محمد العمودي السابقة،والتي كانت سببًافي تضررالدعوة السلفية منها في بعض المناطق؛لأنَّه لايُقبل كلامُه على ماجاء في بعض هاته الملازم مُجملا؛لأنَّ فيها نُصرة للإسلام والُسنَّة،وتلقاها أهلُ العلمِ في حِينها بالقَبول،كما بيَّن ذلك علماء الجرح والتعديل،قال الحافظ ـ رحمه الله ـ في نزهة النظرفي توضيح نخبة الفكركما في النكت عليها(ص193)ط / مكتبة الثقافة:"(والجَرحُ مقدَّمٌ على التَّعديلِ)وأطلَقَ ذلك جماعةٌ،لكنَّ محلَّهُ (إن صَدَرَ مُبَيَّناً مِن عارِفٍ بأسبابِهِ) ؛لأنَّه إن كانَ غيرَ مفسَّر لم يَقدَح فيمَن ثبَتَت عدالَتهُ وإن صدَرَ من غيرِ عارفٍ بالأسبابِ لم يُعتبَر بهِ أيضًا".اهـ
وهاته المَلازم تلقاها أهلُ العلمِ بالقَبول في وقتها فكونُ هذا الكتاب مقبولٌ أوهذا الكاتبُ عدل،لا يُقبل طعنُك فيه إلا مُفسَّرا،وقد يقول قائلٌ هذا الكلام في القائل فما بالُ المقالة ؟ فأقول:إنَّ المقالَةَ صفة ٌللقائل،والكلام في الصفة فرع عن الكلام في الذات،والقولُ فيها كالقول فيه،من حيث أنَّ العدل لا يُقبل الطعنُ فيه إلا مُفسَّرا،فكذلك المقالة أوالرسالة أوالكتاب المُتلقَّى بالقَبول،فمن أراد بيان خطإ أوهفوة أو مجازفة،فعليه بالدليل.

وأمَّاكتبُ الضلال فيقبل الكلام فيها مُجملاً على المختار؛لأنَّها خلت عن التعديل، قال الحافظ ـ رحمه الله ـ في نزهة النظرفي توضيح نخبة الفكركما في النكت عليها(ص193):"(فَإنْ خَلاَ) المَجروحُ (عَنِ التَّعْدِيلِ،قُبِلَ) الْجَرْحُ فيهِ (مُجْمَلاً) غيرَ مبَيَّنِ السَّبَبِ، إذا صدَرَ مِن عارفٍ (على المُخْتَارِ)؛لأنَّهُ إذا لم يكنْ فيِهِ تعديلٌ فهو في حَيِّزِ المجهولِ؛وإعمالُ قولِ المجرِّحِ أولى مِن إهمالِه".اهـ
قال الشيخ يحي ـ حفظه الله ـ عن كتاب الإبانة: هو كتاب ضلال،وكتب في الرد عليه"مُجمل التقويم والصيَّانة"،ومع ذلك فقد فصَّل بعض طلبة العلم في الردِّ على محمد الإمام، ومنهم الشيخ سعيد دعاس ـ رحمه الله ـ في "تنزيه السلفية".
ومقالة الضلال قد تصدر من ضال، وقد تصدر من غيره،فلا يُحكم عليه لفوات شرطٍ أو وجود مانع،فإن صدرت مقالة الضلال من ضال يُقبل التحذير منها مجملاً؛لأنَّ الكلامَ في المقالة كالكلامِ في القائل،وإن صدرت من صاحب سُنَّة فيكفي التحذير منها مجملاً أيضًا،كما فعل الشيخ يحي ـ حفظه الله ـ مع كتاب الإبانة لمحمد الإمام،مع أنَّه كان يرى في ذلك الوقت أنَّ الكاتب صاحب سُنَّة،وإنَّما فرَّق بين المقالة والقائل؛لتخلُّف الحُكم على صاحبها بسبب فوات شرطٍ أو وجود مانعٍ.
الثانية:أنَّ هذه المَلازم كانت تخرج بمرأى ومسمعِ الشيخ يحي ـ حفظه الله ـ،وكذا بعضِ مشائخ وطلاب دار الحديث بدماج،فلوكان في بعضها مجازفات كما تقول؛لانبروا للر دِّ عليها،وقد حدث ذلك فعلاً،فما إن بَرزَ قرنُ زيغه حتى تناولته الألسنُ والأقلام،وهذا الكلام يَتضمَّنُ غمزا لمن اطَّلع على ملازم محمد العمودي في تلك الحِقبة،وهناك أمرٌ آخر وهو إن كنت على علم بتلك المجازفات في حينها فإنَّه يلزمُك بيانها،قال الشيخ سعيد بن دعاس اليافعي ـ رحمه الله ـ،في ضوابط الحكم بالابتداع(ص80) ط /دار الحديث بدماج:"لا خلافَ بينَ أهلِ العلمِ أنهُ لا يَجوزُ تأخيرُ البيانِ عن وقتِ الحاجةِ،كما نقلَهُ الشيخُ الموفَّق في "الروضة" (2/ 57)،وأبو إسحاق الشاطبيُّ في "الموافقات" (4/ 140).
بل ذكرَ الزَّركشيُّ في "البحر" (3/ 439) أنهُ نُقِلَ إجماعُ الشَّرائعِ على امتِناعِه،وهذا أصلٌ شرعيٌّ ثابتٌ في حقِّهِ صل الله عليه وسلم لقولهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾.
قال الشاطبيُّ في "الموافقات" (4/ 166): فإنَّ القاعدةَ المُحَصَّلةَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلمَ لا يسكُتُ عمَّا يسمعُهُ ويَراهُ من البَاطِل،حتَّى -يُغيِّرَهُ أو يُبَيِّنَه؟!-،إلا إذا تقرَّرَ عندَهم بُطلانُه، فعندَ ذلكَ يُمكِنُ السُّكوتُ إحالةً على ما تقدَّمَ من البيانِ فيه".اهـ
وقال ـ رحمه الله ـ في الحاشية معلقًّا على قول الشاطبيِّ ـ رحمه الله ـ "فعندَ ذلك يُمكن السُّكوت إحالةً ما تقدَّم":" وأبى سكوتَه ـ إحالةً ما تقدَّم ـ بعضُ أهل الأصولِ،كي لايوهمَ النَّسخ بالإقرار وهو وجيهٌ".اهـ
وقال (ص81) : معنَى الحاجةِ كما قالَ الجُوينيُّ: توجُّهُ الطَّلب،نقلهُ الزَّركشيُّ في "البحر" (3/ 493).
قال الزَّركشيُّ في مَعنى (وقتِ الحاجةِ): هو الوقتُ الذي إنْ أخَّرَ البيانَ عنهُ،لم يتمكَّن المُكلَّفُ من المعرفةِ بما تضمَّنهُ الخِطابُ،وذلكَ كلُّ ما كانَ واجباً على الفَورِ.اهـ
قال أبو إسحاقَ الشَّاطبيُّ في "الموافقات" (4/ 76ـ 78): العالمُ وارثُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم،فالبيانُ في حقِّهَ لا بدَّ منهُ،من حيثُ هو عالمٌ،والدَّليلُ على ذلك أمرانِ: ما ثبتَ من كونِ العلماءِ ورثةُ الأنبياءِ،وهو مَعنى صحيحٌ ثابتٌ،ويَلزمُ من كونِه وارثاً قيامُهُ مقامَ مورِّثهِ في البيانِ،وإذا كانَ البيانُ فَرضاً على الموروثِ،لزمَ أن يكونَ فَرضاً على الوارثِ ـ أيضاً -،ولا فرقَ في البيانِ بين ما هوَ مشكِلٌ،أو مُجملٌ من الأدلةِ،وبين أصولِ الأدلةِ في الإتيانِ بها،فأصلُ التَّبليغِ بيانٌ لحكمِ الشَّريعةِ،وبيانُ المُبلِّغِ مثله بعدَ التَّبليغِ.
والثاني: ما جاءَ من الأدلةِ على ذلكَ بالنِّسبةِ إلى العُلماءِ،فقد قالَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾،﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ﴾ ـ وذكر أدلةً أخرى- ثم قال: ولا خِلافَ في وجوبِ البيانِ على العلماءِ،والبيانُ يشملُ البيانَ الابتِدائي،والبيانُ للنُّصوصِ الواردَةِ،والتَّكاليفِ المُتوجِّهةِ.اهـ ,انتهى المراد من كلام الشيخ سعيد ـ رحمه الله ـ
والتنبيهُ الآخر للغرباني ناشرِهذه الصوتية،وهوأنَّ مَلازم محمد العمودي السابقة منشورة على شبكتك،وأنت تنشرُما يطعن في بعضها مجملاً،ولا أدري أجهلٌ منك هذا أم خبلٌ، المُهم أنَّ الرجل معروف بتخبُّطاتِه وليس هذا موضعُ بَسطِها.
وليُعلم أنَّ الدافع من كتابة هذه الكلمة،ليس هو الدفاع عن هذا الزائغ محمد العمودي،ولكن نصحٌ وبيانٌ للحقِّ،وسدُّ لباب سيُفتح على أهل السنة بسب هذا الكلام؛لأنَّ الذين تناولتهم هذه المَلازم سيجدون ضالتهم في هذا الكلام ، والدليل على ذلك هوإقراري لما دلل عليه الشيخ حسين ـ حفظه الله ـ في بيان حال هذا المنحرف.
هذا ما تَيسر لي بيانُه،والحمد لله على توفيقِه وامتنانِه،حمدًا يليقُ بجلال سلطانه،وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كتبه أبوعبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري
في الرباح وادي
سوف يوم الإربعاء 3صفرعام 1483هجري
لتنزيل كلمته من هنا