بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بَعْدُ
فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : (لمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ). أخرجه البخاري ـ فتح ـ (ج9ـ5219 )، ومسلمٌ ـ نووي ـ (ج14ـ2130)، مِن حديث أسماء ـ رضي الله عنها ـ ومسلمٌ ـ نووي ـ (ج14ـ2129)، مِن حيث عائشة ـ رضي الله عنها ـ
قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح مسلمٍ"(ج14ص125) ط/دار الفيحاء: "قال العلماء : معناه المتكثّر بما ليس عنده، بأن يُظهر أنَّ عنده ما ليس عنده، يتكثر بذلك عند الناس ويتزيَّن بالباطل، فهو مذمومٌ كما يُذم مَن لَبس ثوبي زورٍ". اهـ ومِن هذا القبيل ما قاله المدبر خالد بن محمدٍ الغرباني في مقاله "حركة طيشٍ، (الحلقة الثانية)، صراحة الشيخ يحيى الحجوري ـ وفقه الله ـ مع محمدٍ العمودي، وماذا ينقمون على العمودي". المنشور في شبكة العلوم السَّلفية، بتاريخ 2صفر1440هجري.
وهي قوله :"وقول بعضهم :(لا نحيد عن توجيهات الشيخ يحيى قيد انملةٍ!). أصبحت مثل هذه الكلمات محل قبولٍ عند طلاب الشيخ يحيى، إلا مَن أنكرها، ولا أعرف أحدًا أنكرها". اهـ وادعاؤه عدم المعرفة بعيدٌ؛ بسبب القرينة التي سأذكرها. فقد كان لي السبق رفقة أخي العربي العربي البسكري ـ حفظه الله ـ في تعريه وبيان حال هؤلاء المقلدة المتعصبين،وعلى رأسهم أبو بلبلٍ كما يحلو له مناداته، منذ أكثر مِن سنتين، عندما كان غارقًا في التقليد. ولمَّا اختلف عبد الكريم الحجوري ـ هداه الله ـ مع الإخوة السودانيين، كان يَنشُر لكلا الطرفين، متأولًا بذلك قول الشيخ يحيى ـ وفقه الله ـ "كلهم أهل سنة". وممَّا يؤيد اتهامي لك بمعرفة ذلك، أنه قام بطردي مِن الشبكة نهائيًا، حيث أنني كنت في بادئ الأمر أدخل إلى الشبكة ولا أستطيع الكتابة، ومؤخرًا عندما حاولت الدخول لم أستطع؛ وهذا يعني أنه وصلته الردود الموجعة الصادرة ضده مِن طرفنا، واطلع على ما يُنشر في شبكتنا مِن ردودٍ؛ فقام بالانتصار لنفسه كما هي عادته. وطريقته هذه يَتفطن لها كُل مَن مارس الإشراف أو إدارة المنتديات والمدونات. وما يقوم به الآن مِنَ الكر على الشيخ يحيى وطلابه؛ بسبب الاختلاف حول الشبكة، وأمَّا الباقي فهي مجرد دعاوي وتخرصات، قد بينت عوارها في مقالي "تحذير القاصي والداني". وما قمت به هو نصرة للحق، ولا علاقة له بالتعصب للأشخاص بتاتًا، والواقع يَشهد بذلك؛ لأنني أنكِر على الشيخ يحيى أخطاءه، وعلى طلابه التعصب له. والشيخ يحيى إنما حذَّر طلابه مِنَ الانسياق وراء المطامع الدنيوية،؛ لأنَّ الشيطان قد يَدخل على الإنسان مِن باب الخير، مِن باب الصلاة أو الصوم أو الجهاد. قال الله تعالى مخبرًا عنه :{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف : 21]. وله أي : الشيخ يحيى نصحٌ طيبٌ، منذ بداية الفتنة، ومحاصرة الحوثيين لدار الحديث بدماج وإسقاطها. وأخبر أنه بسقوطها ستسقط اليمن، وفعلا حصل ذلك؛ ممَّا يدل على فراسةٍ صادقةٍ. وقد قام بعض الغيورين مِن أهل الأسلام، بنجدة الديار اليمنية، وهم مشكرون على ذلك، جزاهم الله خيرًا. لكن هذا لايعني اتباع كُل ناعقٍ، فأي عبادةٍ مِنَ العبادات أو شعيرةٍ مٍن شعائر الإسلام تؤخذ بضوابطها. والذي أوصل المسلمين إلى هذا المنحدر الخطير هو: شؤم البدع والمعاصي، فكيف يراد الخروج منه بنفس السبيل، هذا لعمري في القياس عجيبٌ. وكما قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ :
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ
وإذا كان مَنِ انتدب لهذا الأمر، همه الدنيا أو الجاه أو الملك، فأي حظٍّ له في الجهاد. وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). أخرجه البخاري ـ فتح ـ (ج1ـ123)، و(ج6ـ2810ـ3126)، و(ج13ـ7458)، ومسلمٌ ـ نووي ـ (ج13ـ1409). وهنا أمرٌ يجب التنبيه عليه وهو: أنَّ الغرباني ينقل كلامًا ويعزوه إلى مصدرٍ، وعند الرجوع إلى ذلك المصدر لا نجده، وقد لاحظ ذلك أخونا العربي أيضًا كما فعَل في مقاله الأخير،"هل دعوة أهل السنة تخصصيةٍ؟!". المنشور في الشبكة بتاريخ 3ربيع الثاني 1440هجري. حيث قال فيه: "قال الشيخ يحيى الحجوري -غفر الله لنا وله - وهو يَتكلم عن دعوته وطلابه وموقفه مِنَ القتال الحالي في اليمن الذي يقوم به ولي الأمر ضد الرافضة:"لا هُم حول حمل سلاحٍ، ولا هُم حول جبهاتٍ، الذين شُغل بها بعض الناس". وقال حول الجهاد الحالي: "ليس مِن تخصصنا"وقال: "جهادهم يقوم به العامي وسائر الناس". مِن مادة صوتية في موقع الشيخ بعنوان"كلمة ٌعلميةٌ"بتاريخ19–3– 144هـ. وعند الرجوع إلى الموقع لم أجد تلك الكلمة، وقد يقول أنها حذفت، فيقال له لما لم تحفظها وترفقها مع المقال؛ فلو كانت عندك هذه الصوتية المزعومة، لصرخت بها صراخًا. وما ذكَره في مقاله السابق"حركة طيشٍ": "وحقيقة جواب الشيخ يحيى للعمودي ليس بجديدٍ فهو الذي يدندن به الشيخ مِن أول عاصفة الحزم حيث قال كما في التسجيل الصوتي المسرب: " مطامعٌ دنيوية جدًّا، فيها أيضًا تلاعبات، فيها ما تدري ما فيش صفا، معاصي كثيرةٍ، ويجلسون حتى يفرِّج الله ـ عز وجل ـ ويدفع الله الشر، نسأل الله أن يسلط على الحوثيين الطائرات تكفيهم وحيث ما شاء الله. أمَّا بالنسبة لنا لا نغامر". ويقال له أيضًا أين هذا الشريط المسرب، وهل هو عين الكلمة التي عزاها للموقع أم لا، ولما لم يوثقها في مقاله. فهذه الأمور وغيرها تطعن في مصداقية هذا الرَّجل، كفانا الله شَره بما شاء. والحمد لله رَب العالمين.
تم الفراغ منه مساء الإثنين 17ربيع الثاني1440هجري
كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري
في الرباح وادي سوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق