الأربعاء، 29 يوليو 2015

العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ مجدد هذا العصرومحنة يعرف به السني من الحدادي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماكثيرا
أما بعد
فهذا دفاع متواضع عن علم من أعلام السنة الذي خدمها حقبة من الزمن ألاوهو الشيخ الألباني رحمه الله بعد أن تناولته ألسن وأقلام الحاقدين عسى أن يكون لي ذخرا في حياتي وبعد مماتي للتصفح أوالتحميل من هنا

الخميس، 16 يوليو 2015

ما حكم الدعاء في صلاة التراويح وما صحة حديث رفع اليدين الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد 
فهذه فتوى الشيخ مقبل - رحمه الله- في حكم الدعاء في صلاة التراويح.

السبت، 11 يوليو 2015

ردأخينا أبي عبد الرحمن يونس خاواعلى الغالي يوسف بن العيد الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه 
أما بعد
فهذا رد من الأخ يونس خاوا على الغالي المبطل يوسف بن العيد الجزائري، وهو منقول من شبكة العلوم السلفية، وقد سطر هذا الكلام حينما دافع يوسف على أحد الغلاة، ألا وهو حسام البوعزي، وبدءا إليك كلام المبطل الغالي يوسف
الحقيقة يا أخانا خاوا أنك أنت في الحقيقة -وللأسف- صاحب النسخ واللصق لشبهات المرجئة.ولقد نصحتك بترك هذا الإرجاء الذي بليت به فأبيت إلا العناد والتشبث بتلك النقولات المحرفة، المبتورة، والنقل عن مثل ابن حزم الجهمي، التي ينقلها الحلبي والمدخلي داعيتا الإرجاء، وتركت محكمات الأدلة وإجماع السلف وكلامهم الجلي في دمغ الإرجاء وأهله.ثم ذهبتَ تنقل لبعض الإخوة المغاربة ما حصل من نصحي لك في القسم الخاص وتستدل بما نقلتَ من سراب تحسبه ماء وتوهمهم بأنك أعجزتني.
وقد اشتكى إلي بعض إخواننا المغاربة بأنك أصبحتَ تنشر الإرجاء بين الإخوة في المغرب، كما أننا نراك بين الحين والآخر تحاول بثه في هذه الشبكة التي لا مكان فيها للمرجئة المخالفين لأدلة الكتاب والسنة وإجماع السلف وعقيدتهم التي يقررها شيخنا ومشايخ الدار وإخواانا في الشبكة، وقد ظهر لي أنك متعصب مقلد للمدخلي في إرجائه، ولو كنت تريد الحق فقد نصحتك بما هو كاف في بيانه.
وأما الأخ حسام فقد أساء الأدب والمعاملة، ولإخواننا المشرفين الحق في تأديبه، لكن ما ينقله هو الحق في هذه المسائل، وأنا أعرفه شخصيا وهو يزورني بين الحين والآخر في محل إقامتي بتونس، وكان مما نقل لي أن خاوا يطعن في العلامة الفوزان.
ودعوى كون هذه المسائل خلافية؛ فحق، لكنها ليست من مسائل الاجتهاد، وما عليه المدخلي وأذنابه إنما هو كما قال العلامة الفوزان -وفاقا للأدلة ومنهج السلف.
وإليك كلام أخينا يونس
السلام عليكم ... حياك الله يا شيخ يوسف ونفع بك ووفقنا وإياك للخير ...
وأسأل الله العظيم , رب العرش العظيم , أن يشفيك شفاء لا يغادر سقما ....
أعتذر في البداية عن التأخر في الإجابة فأنا لا أملك النت في بيتي , وأحتاج للخروج من البيت كي أسرق دقائق لعلي أطلع فيها على ما يجري ....وأعتذر مسبقا إن وجدت مني سوء تصرف وفظاظة طبع فإننا منكم نستفيد دماثة الخلق ونأخذ سمت أهل العلم والصلاح وكان مما تعلمناه من خلال هذا المنهج السلفي الذي يظهر أنك تريد إخراجنا منه :
الإنقياد للدليل وعدم الرضا بالتقليد
فهل تريد مني أن آخذ قولك وإن اعتقدت بطلانه ؟! 
وإني أظن أن ما كتبت فيه كفاية لي ولغيري والله المستعان 
أما قولك :
ولقد نصحتك بترك هذا الإرجاء الذي بليت به فأبيت إلا العناد والتشبث بتلك النقولات المحرفة، المبتورة، والنقل عن مثل ابن حزم الجهمي، التي ينقلها الحلبي والمدخلي داعيتا الإرجاء، وتركت محكمات الأدلة وإجماع السلف وكلامهم الجلي في دمغ الإرجاء وأهله
فأقول تعقيبا عليه : 
نصيحتك تقتضي ترك ما أعتقده حقا وأخذ قولك الذي خانته الأدلة فلم تف بالمقصود واستدللت عليه بكلام الأئمة في غير محله لإرغامي على تكفير قائل لا إله إلا الله مع اعتقاده الصدق وحصول أصل أعمال القلب لديه مع ارتكابه للكبائر الواحدة تلو الأخرى بتركه للفرائض – بناء على عدم كفر تارك الصلاة – .... أما تبديعك للإمام ابن حزم الذي خالف في مسائل في الصفات شأنه شأن الأئمة كالشاطبي ... ابن حجر والنووي فلعلك تنقل لنا من أقام عليه الحجة في ذلك..... ولعلي ذكرت لك قبل استدلالي بكلامه أن شيخ الإسلام ابن تيمية قرر موافقة الإمام ابن حزم لأهل السنة في مسائل القدر والإرجاء 
أما قولك : 
ثم ذهبتَ تنقل لبعض الإخوة المغاربة ما حصل من نصحي لك في القسم الخاص وتستدل بما نقلتَ من سراب تحسبه ماء وتوهمهم بأنك أعجزتني.
فأقول : 
أولا : يعلم الله أنني نصحت كم من واحد بترك هذه المسائل .... وعدم الخوض فيها كما كانت نصيحتي في أول الموضوع لك وللمشرفين وكنت قد راسلت بعضهم على الخاص 
ثانيا : أنك عندما قلتَ لذلك (البعض ! ) -الذي يشتكي إليك - أن الشيخ ربيع غارق في الإرجاء إلى شحمة أذنيه وأمرته أن ينشرها بين الإخوة ... طار بها بينهم فاقتضى الأمر نقاشه فيها وبعد ما كتبت تعليقي كان هو أول من أرسلت له المقال ليطلع عليه بناء على طلبه وطلب مني أن أرسل له ما كتبت أنت أيضا ولعلي أخطأت في ذلك فنشرته بغير إذنك فلعلك تسامحني إذ كان علي أن أنقل لهم فقط ما يخصني من باب الإطلاع والمدارسة
ولكي لا تتوهم خلاف الحقيقة فمن أرسلت لهم المقال لا يعدو عددهم الخمسة كلهم على الشبكة إذ عدد الإخوة الثابتين المعروفين في المغرب كله لا يتجاوز الستين ! أغلبهم لا يدخل الأنترنت وذوي حصيلة علمية ضعيفة ...... 
أما أنني أوهمهم أنني أعجزتك فكيف ذاك ؟ هل هذا استنباط منكم ؟
لا تقلق يا شيخ فشخصك الكريم له منا التقدير والإحترام فليست المسألة هنا مسألة إعجاز وإفحام بقدر ما هي تقرير للعقيدة السلفية وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ...... 
أما قولك : وقد اشتكى إلي بعض إخواننا المغاربة بأنك أصبحتَ تنشر الإرجاء بين الإخوة في المغرب،
فأقول : 
الذي اشتكى إليك هو شخص واحد وهو نفسه الذي أمرتَه أن ينشر بين الإخوة أن الشيخ ربيع غارق في الإرجاء فهي بضاعتكم ردت إليكم .... أما أنني أنشر الإرجاء فهذا افتراء وكذب والله المستعان .....فأنا ناقشت من أراد مني ما تريدون فانقطعت حجته بفضل الله مع حرصي على عدم التوسع في ذلك ونصحي بترك الموضوع زيادة على عدم تضليلي للمخالف وإن كنت أعتقد بطلان قوله وبعد هذا تقلب الحقائق فأكون أن الذي أنشر الفتن والبدع في حين أستطيع قلب الطاولة بنفس صنيعكم وأقول أن هذه سبيل الحدادية وطريقة الخوارج ولكني أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين 
أما قولك : 
كما أننا نراك بين الحين والآخر تحاول بثه في هذه الشبكة التي لا مكان فيها للمرجئة المخالفين لأدلة الكتاب والسنة وإجماع السلف وعقيدتهم التي يقررها شيخنا ومشايخ الدار وإخواانا في الشبكة، 
فأقول : 
لا حول ولا قوة إلا بالله ..... أين وجدت ذلك ؟! أين هي تعليقاتي على الشبكة على العام في هذا ؟؟؟ علقت مرة واحدة عندما رأيت أحد الإخوة يضع فتاوى في مسائل الإيمان فوضعت عقبه فتوى اللجنة .... وأين هو تعليق واحد من عشرات المشاركات والمواضيع من الأخ البوعزي هذا وغيره مع تعليقاته ومجازفاته .... أم هو حلال لهم حرام علينا ؟! وما منعني العجز عن نشرها .... ولكن منعني خشية إذكاء فتنة نامت قبل مدة بين السلفيين يحاول البعض إضرام نارها ..... وأن أكون سببا في التفريق والشقاق وفي نصيحتي لك وللمشرفين بيان ذلك ....
أما قولك : 
وقد ظهر لي أنك متعصب مقلد للمدخلي في إرجائه، ولو كنت تريد الحق فقد نصحتك بما هو كاف في بيانه
فأقول : 
الله المستعان .... هلا قلت غير هذا ؟! أم تريد مني أن أقول لك يظهر لي أنك متحامل على المدخلي لهوى وحقد في نفسك ؟!
فظهر لي أنك تسلك معي مسلك الشيخ ربيع مع خصمه بالإرهاب الفكري والإلزام بما ليس لازم ..... 
وما أردت مجاراتك وجدالك بعدما سردت لك حججي وبينت ما عندي ..... فهذا مقالي مكتوب فيه أكثر من إلزام وأوضحت فيه أصل الإيمان المنجي من الخلود في النار بفضل الله ...... ولعلك إن كتبت ردك أنشط في الرد عليه ويظهر أكثر مما ظهر الفصل في هذه المسألة الحادثة النزاع بين أهل السنة والحدادية التكفيريين ابتداء ثم بين أهل السنة انتهاء ..... والوقت أثمن من أن يصرف في هذا ..... لكن !
إن لم تكن إلا الأسنة مركبا ....... فما حيلة المضطر إلا ركوبها 
يا شيخ يوسف الحق على العين والرأس .....
لكن ما ظهر لي معك حق في هذا واصنع ما شئت ! فما تبديعك لي ولا تعديلك بنافعي عند الله .... فالسلفي سلفي وإن بدعوه.... والمبتدع مجرم وإن زكوه وعدلوه .....الغربة نحن فيها والله أعلم بالنفس وخوافيها ....
أما قولك : 
وأما الأخ حسام فقد أساء الأدب والمعاملة، ولإخواننا المشرفين الحق في تأديبه، لكن ما ينقله هو الحق في هذه المسائل، وأنا أعرفه شخصيا وهو يزورني بين الحين والآخر في محل إقامتي بتونس، وكان مما نقل لي أن خاوا يطعن في العلامة الفوزا
فأقول : 
الأخ حسام ناقشته لأنه يقول في الشيخ ربيع مرجئ بدون سلف له في هذا القول .... فقلت له يلزمك أن تبدع الشيخ الفوزان بناء على منهجك لأنه يقول بحمل المجمل على المفصل ويثني على بعض أهل البدع... نفس الشيء بالنسبة للمفتي ......يعني العالم إذا أخطأ تأتي مباشرة ثم تبدعه فهذا خطأ منك لعلك تطلب منه نسخ ما كتبت له ....... وإن نقل عني غير هذا فلعنة الله على الكاذبين ......
أضف إلى ذلك أن : صاحبك هذا يطعن في الشيخ الألباني ..... فهل توافقه على قوله ؟؟ 
أما ما كتبت تعقيبا على مقالي في الموضوع الآخر فلم تأت بجديد للأسف .....فكلام الشيخ الألباني رحمه الله أشهر من نار على علم .......وتقريره لما أعتقده مزبور في غير ما كتاب وإني مبغض لكثرة الجدال ولعل الوقت أحق أن يستغل في ما هو أهم مما نحن بصدده لذلك لم أكتب حرفا في الرد عليك مع عدم عجزي بإذن الله وفضله... والحمد لله رب العالمين.

البيان المختصر الجلي لمخالفة عبد الكريم أيمن إمام وخطيب مسجد الحسن بن علي لسنة ال


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين، محمد الأمين، وعلى آله وصحبه الطاهرين، وعلى من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد 
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم لنبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33].
وفي الصحيحين( 1) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ لا يَنْزِعُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
ومن هذه النماذج التي تعنيها الآية والحديث، إمام وخطيب مسجد الحسن بن علي عبد الكريم أيمن، فقد بلغني أنه يطعن في أحد المستقيمين بسبب تركه للاختلاط واشتغاله بصناعة الجبس وهو مع ذلك يدعي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي دعوى فارغة أنى له اثباتها قال الشاعر: 
والدعاوي ما لم يقيموا عليها * بينات أصحابها أدعياء
وأين هو من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ)( 2).
والناظر في أحوال الرجل، يجد أن سنة خير المرسلين في واد وهو في واد آخر، في خطبه، في دروسه وكذلك في حياته اليومية، ولأبرهن على ما قلته، سأذكر بحول الله وقدرته، ما وقفت عليه من مخالفاته لسنة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فأقول وبالله التوفيق.
1) طعنه في صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
عند ذكره- في أحد خطبه- لقصة مؤاخاة عبد الرحمن بن عوف مع سعد بن الربيع - رضي الله عنهما- حينما قال سعد لعبد الرحمن أعطيك شطر مالي، ولي زوجتان انظر أيها أعجبتك أطلقها فإذا انقضت عدتها تزوجتها.( 3)
قال إن الصحابة تقاسموا أعراضهم، وهذا طعن قبيح في جنابهم - رضي الله عنهم-، هذا الفعل الذي يترفع عنه بعض عتاة الفسقة، وقد أمر هو وغيره بالاستغفار لهم فذهب ينتقصهم قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [الحشر: 10].
ونهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن سبهم وانتقاصهم، ففي الصحيحين( 4) في حديث أبي سعيد الخدري عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أنَّ أَحَدُكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيْفَهُ). 
2) تبريره للخروج بحجة أن الأصل في الحكم هو الخلافة:
قال في أحد دروسه البدعية بمناسبة ذكرى مقتل الحسين - رضي الله عنه-، أنه لما ولي يزيد بن معاوية - رضي الله عنه، لم يبايع أربعة من الصحابة وهم، عبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن الزبير والحسين رضي الله عنهم أجمعين، فأقول: أن ما قاله عن عبد الله بن عمر فهو كذب عليه، لما جاء في صحيح البخاري( 5) عن نافع قال:" لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ فَقَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلَا بَايَعَ فِي هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا كَانَتْ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ".
ففي الحديث دليل على أن عبد الله بن عمر بايع يزيد بن معاوية، وأن كون يزيد أخذ ملك أبيه لا يمنع من السمع والطاعة له في المعروف، خلافا لما يزعمه هذا المتقول، وحاشا صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من فكر الخوارج الضال، وإنما لم يبايع ابن عمر يزيد عندما كان معاوية حيا، لأنه أبى أن يبايع لأميرين، قال الحافظ في الفتح (ج13ص88): "ووقع عند الإسماعيلي من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد في أوله من الزيادة عن نافع أن معاوية أراد ابن عمر على أن يبايع ليزيد فأبى وقال: لا أبايع لأميرين، فأرسل إليه معاوية بمائة ألف درهم فأخذها، فدس إليه رجلا فقال له: ما يمنعك أن تبايع فقال: إن ذاك لذلك – يعني عطاء ذلك المال لأجل وقوع المبايعة- إن ديني عندي إذن لرخيص، فلما مات معاوية كتب ابن عمر إلى يزيد ببيعته، فلما خلع أهل المدينة " فذكره. اهـ
وأما ابن الزبير- رضي الله عنه- فقد خطأه أبو برزة الأسلمي- رضي الله عنه- ففي صحيح البخاري(6 )عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: (لَمَّا كَانَ ابْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ بِالشَّامِ، وَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَ الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي دَارِهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ عُلِّيَّةٍ لَهُ مِنْ قَصَبٍ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَأَنْشَأَ أَبِي يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: يَا أَبَا بَرْزَةَ أَلَا تَرَى مَا وَقَعَ فِيهِ النَّاسُ ؟ فَأَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ: إِنِّي احْتَسَبْتُ عِنْدَ اللَّهِ أَنِّي أَصْبَحْتُ سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي عَلِمْتُمْ مِنْ الذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ وَالضَّلَالَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَنْقَذَكُمْ بِالْإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ، وَهَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ، إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّامِ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى دُنْيَا، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلَّا عَلَى دُنْيَا، وَإِنْ ذَاكَ الَّذِي بِمَكَّةَ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا). 
نقل الحافظ في الفتح (ج13-87): عن ابن بطال ما معناه: أن سخط أبا برزة على أحياء قريش، لأنه أراد منهم أن يتركوا القتال على الإمارة، طلبا لما عند الله في الآخرة كما فعل عثمان والحسن رضي الله عنهما. اهـ
دخل رجل على الإمام أحمد- رحمه الله- فقال: "أنتم لا تجيزون الخروج، وها هو ابن الزبير قد خرج فقال: أخرجوه فقد جمع المخالفين ما لم يقدروا على جمعه". اهـ 
فقد عد الإمام أحمد- رحمه الله- هذا الكلام شبهة كبيرة، فأين هذا المسكين من فهم إمام أهل السنة والجماعة والعجيب في الأمر أنه يدعي التأسي بالسلف الصالح.
وأما عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- فقد أعظم عليه الفرية لأنه توفي في خلافة عثمان، سنة اثنتين وثلاثين، كما في ترجمته في سير أعلام النبلاء (ج2ص446) طبعة دار الصفاء.
وأما الحسين - رضي الله عنه-، فقد نهاه عن الخروج، ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وأبو واقد الليثي رضي الله عنهم أجمعين، كما في ترجمته في سير أعلام النبلاء (ج3ص467-491)، والغريب في الأمر أنه لم يتكلم في الأسبوع الموالي عن قصة مقتله، ولعله نُبِّه على ذلك، وكان عليه أن يبين خطأه، كيلا يضل الناس بكلامه هذا.
3) إقامته لدرس الجمعة البدعي:
وقد جاء النهي عنه، على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى عن التحلق يوم الجمعة)( 7).
ولا حجة له في ترخيص البعض بذلك، لأنه إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي - صلى الله عليه وسلم-. اهـ
4) تطويله الخطبة وتقصيره الصلاة:
مخالفا لما جاء عن عمار بن ياسر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا)( 8).
قال النووي رحمه الله في الشرح (ج6ص179): قوله صلى الله عليه وسلم: (واقصروا الخطبة)... وليس هذا الحديث مخالفا للأحاديث المشهورة في الأمر في تخفيف الصلاة لقوله في الرواية الأخرى: (وكان صلاته قصدا وخطبته قصدا)( 9) لأن المراد بالحديث الذي نحن فيه: أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلا يشق على المأمومين وهي حينئذ قصد أي: معتدلة والخطبة قصد بالنسبة إلى وضعها.
5) قراءته بآيات موافقة لموضوع الخطبة: 
وقد عد أهل العلم هذا الفعل من بدع القراء قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في بدع القراء القديمة والمعاصرة (ص59 نسخة مصورة): رتب النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة صلاة الجمعة ثلاث سنن، قراءة سورتي الجمعة والمنافقون، أو سورتي الجمعة والغاشية، أو سبح والغاشية .
وقد فشى في عصرنا العدول من بعضهم عن هذا المشروع إلى ما يراه الإمام من آيات، أو سور القرآن الكريم متناسباً مع موضوع الخطبة .
وهذا التحري لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف عن سلف الأمة، فالتزام ذلك بدعة، وهكذا قصد العدول عن المشروع إلى سواه على سبيل التسنن، فيه استدراك على الشرع، وهجر للمشروع، واستحباب ذلك، وإيهام العامة به، والله أعلم". اهـ
والذي لاحظته في جل الصلوات التي حضرتها، قصده ذلك والتزامه.
6) قوله ما لا يفعل:
وقد جاء فيه الوعيد الشديد في كتاب الله عز وجل، وفي سنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3] وفي الصحيحين( 10) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ(11) فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلاَنُ مَا شَأْنُكَ ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ ؟
قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ). 
ومن الأفعال المنكرة التي يأتيها وينهى الناس عنها، عدم إفشاء السلام مع أنه قد يأمر به في دروسه، شهد عليه بذلك غير واحد من سكان حي جبل الجرف بتبسة عن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ)( 12)، ومنها سد الفرج في الصلاة، فعندما يكون إماما يأمر بسدها، وصلى بجانبي ذات يوم في مصلى خديجة أم المؤمنين، فترك فرجة كبيرة، وقد جاء الأمر بسد الفرج في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَلاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ)( 13).
7) أخطاء متفرقة:
عند حضوري لخطبة يوم الجمعة الموافقة لثاني رمضان عام 1436 هـ، ذكر زيادة منكرة( 14) في حديث أبي هريرة، (مَنْ صَامَ رَمضانَ إِيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنبِه)( 15)، وحديث (مَن قامَ رَمضانَ إِيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنبِه)( 16)، وحديث (مَن يَقَُمْ لَيلةَ القَدْرِ إِيمانًا واحتِسَابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنبِه)( 17)، وهي وما تأخر من ذنبه، وهي خصوصية للنبي- صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} الآية [الفتح: 1-2] قال الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره (ج7ص209): وقوله: (ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر): هذا من خصائصه - صلوات الله وسلامه عليه- التي لا يشاركه فيها غيره، وليس في حديث صحيح في ثواب الأعمال لغيره غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهذا فيه تشريف عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو - صلوات الله وسلامه عليه-  في جميع أموره على الطاعة والبر والاستقامة التي لم ينلها بشر سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، وهو أكمل البشر على الإطلاق، وسيدهم في الدنيا والآخرة... اهـ
ثم عاد ونقض هذا الكلام في آخر الخطبة، وقرر بأننا غير مخيرين في ترك النوافل وقيام الليل، بسبب أن النبي- صلى الله عليه وسلم- غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإن كان يقصد أننا غير مستغنين عن النوافل وقيام الليل، فهو صواب، ويؤيده حديث أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاةُ)، قَالَ: ( يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ)( 18).
قال النووي- رحمه الله- في شرح صحيح مسلم (ج2ص13): قال العلماء: والحكمة في شرعية النوافل تكميل الفرائض بها إن عرض فيها نقص، كما ثبت في الحديث في سنن أبي داود( 19) وغيره، ولترتاض نفسه بتقديم النافلة وينشط بها ويتفرغ قلبه أكمل فراغ للفريضة، ولهذا يستحب أن تفتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين كما ذكره مسلم بعد هذا قريبا. اهـ
وإن كان يقصد إيجابها على الناس فهو خطأ، ولا دليل له على ذلك نعم قد ثبت النهي عن ترك قيام الليل لمن كان يقومه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (يَا عَبْد َاللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ)( 20).
لكنه نهي تنزيه، وترجم البخاري رحمه الله لهذا الحديث، بباب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، قال الحافظ في الفتح (ج3ص49): قال ابن العربي المالكي: في هذا الحديث دليل على أن قيام الليل ليس بواجب، إذ لو كان واجبا لن يكتفي لتاركه بهذا القدر بل كان يذمه أبلغ الذم. اهـ
وأما حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ)( 21).
فهو محمول على الندب ويدل لذلك قول علي 
رضي الله عنه الوتر ليس بحتم كهيئة الصلاة المكتوبة ولكن سنة سنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-( 22).
وسائر النوافل مستحبة، لحديث أم حبيبة زوج رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، قالت سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ)( 23)، وفي رواية (تَطَوُعًا)( 24).
وكان عليه أن يبين مراده، لأن المقام مقام بسط وتفصيل، وقد جاء ذم الإجمال في هذا الموضع، عن عدي بن حاتم، قال أن رجلا خطب عند النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (بِئْسَ خَطِيبُ الْقَوْمِ أَنْتَ، قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)( 25)، قال مسلم- رحمه الله- قال ابن نمير: فَقَدْ غَوِيَ.
قال النووي- رحمه الله-  في شرح صحيح مسلم(ج6ص180): ...والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح، واجتناب الإشارات والرموز ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتُفهم( 26). اهـ 
فبئس خطيب القوم هذا الخطيب، لما سبق ذكره من مخازي، والسبب فيها هو التعالم والقول على الله بغير علم، وبدون تقوى الله عز وجل، وليُعلم أن دعواه التسنن فارغة، فهو من المسارعين إلى ترك السنن المستحبات كدعاء الاستفتاح، وجلسة الاستراحة، وصدق أحمد بن سنان القطان 
رحمه الله حينما قال: "ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، وإذا ابتدع الرجل بدعة نُزع حلاوة الحديث من قبله"( 27).
وبالإضافة إلى ما سبق فصاحبنا مغرم، بنصب المرفوعات ورفع المخفوضات، وقد لاحظ ذلك كل من له نصيب من علم النحو، هذا ما يحضرني من مخازي هذا المستكبر المتعالم، قد بينتها نصحا له ولمن اغتر به، أرجو بها الثواب من الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) البخاري - فتح- (ج1-100)، ومسلم - نووي- (ج16-2673) واللفظ للبخاري.
2) طرف من حديث أخرجه البخاري - فتح- (ج9-5232)، ومسلم - نووي- (ج14-2172) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
3) أخرجها البخاري - فتح- (ج4-2048) و(ج7-3780)، من حديث عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه-، و(ج4-2049)(2293 مختصرا)، و(ج7-3781-3937) (ج9-5072-5148-5153-5155 بدون ذكر قصة المؤاخاة)، و(5167) من حديث أنس- رضي الله عنه-.
4) البخاري - فتح- (ج7-3673)، واللفظ له، ومسلم - نووي- (ج16-2541). 
5) فتح (ج13-7111) واتفقا على إخراجه بدون ذكر قصة خلع يزيد بن معاوية، البخاري 
فتح (ج10-6177)، ومسلم - نووي- (ج12- 1735).
6) فتح (ج13-7112-7271 مختصرا).  
7) رواه أبو داود (1079 نسخة إلكترونية) بإسناد حسن، وقد لبس أحد المحسوبين على وزارة الشؤون الدينية على القراء، بكون الحديث من رواية محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب وفي كليهما مقال، والرد عليه أن محمد بن عجلان ضعيف في أحاديث أبي هريرة وليس هذا منها، قال الحافظ في التقريب (ص700 رقم 6136): صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، وعمرو بن شعيب صدوق كما في التقريب (ص583 رقم 5050)، ولعله يقصد الانقطاع بين شعيب وجده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقد رده العلماء، قال الشيخ أحمد محمد شاكر-رحمه الله- في الباعث الحثيث (ص271): طبعة دار الرسالة وقال ابن حبان: في الاحتجاج لرأيه برد رواية عمرو عن أبيه عن جده إن أراد جده عبد الله فشعيب لم يلقه، فيكون منقطعا، وإن أراد محمدا فلا صحبة له فيكون مرسلا قال الذهبي في الميزان: هذا لا شيء، لأن شعيبا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي رباه، حتى قيل: إن محمدا مات في حياة أبيه عبد الله، وكفل شعيبا جده عبد الله، فإذا قال: عن أبيه عن جده، فإنما يريد بالضمير جده أنه عائد إلى شعيب، وصح أيضا أن شعيبا سمع من معاوية، وقد مات معاوية قبل عبد الله بن عمرو بسنوات فلا ينكر له السماع من جده، سيما هو الذي رباه وكفله. اهـ والحديث حسنه العلامة الألباني- رحمه الله- كما في النسخة المذكورة.
8) أخرجه مسلم - نووي- (ج6-869). 
9) يشير إلى ما أخرجه مسلم - نووي- (ج6-866) عن جابر بن سمرة- رضي الله عنه-.
10) البخاري - فتح- (ج6-3267) واللفظ له، ومسلم- نووي- (ج18-2989). 
11) قال النووي رحمه في شرح مسلم (ج18ص115): هو بالدال المهملة، قال أبو عبيد: الأقتاب الأمعاء، قال الأصمعي: واحدها قتبة وقال غيره قتب وقال ابن عيينة: هي ما استدار في البطن وهي الحوايا والأمعاء، وهي الأقصاب واحدها قصب، والاندلاق خروج الشيء من مكانه. اهـ
12) طرف من حديث أخرجه مسلم - نووي- (ج2-54)، والترمذي (2688 نسخة مصورة)، وقال هذا حديث حسن صحيح.
13) طرف من حديث أخرجه أبو داود (666 نسخة إلكترونية)، وصححه الشيخ الألباني كما في النسخة المذكورة.
14) وقد بلغني أنه نبه عليها في الجمعة التي بعدها، وهكذا يجب عليه أن يرجع عن جميع ما ينتقد عليه إن كان يريد الخير، وإلا فلا يلومن إلا نفسه.
15) أخرجه البخاري - فتح- (ج1-38) واللفظ له، ومسلم - نووي- (ج6-760).
16) أخرجه البخاري - فتح- (ج1-37) وهذا لفظه، ومسلم - نووي- (ج6-759).
17) أخرجه البخاري - فتح- (ج1-35) و(ج4-1901-2014 وفيه ذكر الصيام أيضا)، ومسلم - نووي- (ج6-760- 176).
18) أخرجه أبو داود (864 نسخة إلكترونية) واللفظ له، وصححه الشيخ الألباني كما في النسخة المذكورة، والترمذي (413 نسخة مصورة).  
19) يقصد الحديث الذي ذكرت.
20) أخرجه البخاري- فتح- (ج3-1152)، ومسلم - نووي- (ج8-1159-185) واللفظ للبخاري.
21) أخرجه أبو داود (1416 نسخة إلكترونية)، وصححه الشيخ الألباني كما في النسخة المذكورة، والترمذي (453 نسخة مصورة)، قال الحافظ في بلوغ المرام (ص110)، رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة.  
22) أخرجه الترمذي (453-454 نسخة مصورة)، قال الحافظ في بلوغ المرام (ص107): رواه النسائي، والترمذي وحسنه، والحاكم صححه. 
23) أخرجه مسلم- نووي- (ج6-728).
24) (728-102-103).
25) أخرجه مسلم- نووي- (ج6-870).
26) يشير لطرف الحديث الذي أخرجه البخاري - فتح- (ج1-94-95)، و(ج11-6244).
27) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص14) طبعة دار الهلال، وأخبرني أخونا أبو موسى العربي البسكري أن الشيخ يحي- حفظه الله- صححه.
                                                كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري.
                                                تم الفراغ منه مساء يوم السبت 24 رمضان عام 1436هـ

السبت، 7 مارس 2015

اتق يوم ينادي المنادي يا أبا عمر عيسى الحمادي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه 
أما بعد 
فقد أخرج أبو عمر عيسى الحمادي الكاتب في منتديات الآفاق التلفية والتي يجدر بنا تسميتها بمنتديات شذاذ الآفاق كلاما يفضل فيه أهل البدع صراحة على أهل السنة بعد نشره رسالة يوسف بن العيد الجزائري الحجج السلفية لنقض شبهات المدخلي ربيع الإرجائية ثم ذهب يرد عليه فيما انتقده على المنتديات من الثناء على كل ما وافقهم في مسألتي الإيمان والعذر بالجهل وينشرون مقالاتهم وإن كانوا قطبيين أو سروريين أو حزبيين كالجبرين والغنيمان وفركوس والطويل والرحيلي ومندكار وغيرهم ...إلخ.
وكذا عدم تحذيرهم من أهل البدع قاطبة وقبولهم أخبار المبهمين والمجاهيل. 
بقوله: "والرد عليه مما قاله هو (ص5) بالهامش إذ قال: فإن قبول الحق منهم وممن جاء به تعظيمًا للحق والدليل وأدلة ذلك من الكتاب والسنة...".
فإذا جاز لك أن تثنى على من وصفتهم بالانحراف كفالح الحربي وهو والله عقيدته أحسن من ربيع ومن ألف كربيع الذي تتكلم عنه بلطف وتبدع من يخالفه، فكيف تنكر استدلال المنتدى ببعض تقريرات وكتابات من ذكرت فكون المنتدى نقل عنهم لا يلزم منه أن المنتدى يوافقهم في كل ما يقولون به فقد يخالفهم. 
ثم إن كنت تبدع هؤلاء وترميهم بكل موبقة حتى لا ترمي بالبدعة ممن لا يزال فيهم بقايا من تعظيم وتوقير لرأس المرجئة   فلا يلزم تبديعك لهم أن منتديات آفاق أو غيرها توافق على تبديعهم، بل هناك ممن ذكرتهم لا يقارن ربيع به ولا ألف كربيع كالغنيمان والجبرين وهما أحسن عقيدة من ربيع ومن الألباني، وهناك من لا شك في إرجاءه كالرحيلي. 
الأمر الثاني قولك: "أن في الساحة كثيرًا من الحزبيين-ممن الحاجة ملحة لبيان فتنتهم...إلخ" المنتدى غير ملزم أن يتكلم عن الجميع ولا يوجد منتدى أو عالم ما يتكلم عن كل المبتدعة فالمسألة توفيق من الله، فكون المنتدى لم يرد على أحد بعينه لا يلزم أنه منتدى غير موفق وقد رد المنتدى على غير هؤلاء وعلى رأسهم المدعو ربيع المدخلي وغيره كثير وربيع أخطرهم لكثرة اتباعه ويكفي أن المنتدى من أكثر المنتديات الذي يهتم بقضية التوحيد وبيان معناها ومعنى الطاغوت والكفر به وهذا أصل الملة وحقيقة الأمر الذي يجب أن ندعو إليه ونحيا له أما الكلام في الرجال فكل له اجتهاده وله فقهه في الكلام أو عدمه على فلان وعلان.
الأمر الثالث قولك: "رضاهم بوجود المبهمين والمجاهيل..." الشيخ أبو عاصم كتب موضوعا ينهى فيه عن الكتابة بأسماء مبهمة وإن شاء الله ستقوم الإدارة بإلزام الكتاب بذلك مع ملاحظة نقطة هامة وهي أنك أجزت قبول كلمة الحق من الضال كاليهودي وهذا حق فكيف لا ترى جواز قبول الحق من المبهم ؟
فهل يقبل الحق من الضال ولا يقبل من المبهم ؟
وخطورة المبهم هو نقله للأخبار الغير مسندة أو الموثقة أما إن كتب كلاما أصاب فيه الحق فلا ضير هنا وقد كان بعض العلماء ينشرون الحق عن طريق تعمية الأسماء التى ربما ترفض أقوالها إن عُرفت.
الأمر الرابع قولك: "إشادتهم ببعض المجاهيل وبكتابتهم..." هذه كالسابقة فالإشادة بالقول لا بأس به أما إن أصاب بعض من أُشيد بهم الغرور والعجب فهذا ليس شأن المنتدى وأغلب من يكتبون في المنتدى معروفون لدى الإدارة وكونك أنت أو غيرك يجهلهم فليس بلازم أن يعرفهم الجميع. اهـ
وعلى هذا الكلام عدة مآخذ وهي:
1) أن الذي انتقده يوسف بن العيد الجزائري ليس كل ما ينتقد على هذه المنتديات فهناك أمر آخر وهو الطعن في إمام من أئمة الدعوة السلفية ألا وهو الشيخ الألباني رحمه الله ولا أدري هل نبه يوسف على ذلك وكتمه الحمادي أما أن ذلك فات يوسف.
2) خلطه بين قبول الحق ممن جاء به وبين الثناء عليه وليس معنى أن المؤلف انتقد عليكم تلقي العلم عن أهل البدع والمجاهيل والمبهمين ثم قرر أن قبول الحق ممن جاء به ثناء عليهم وهذا الأصل ترده الأدلة ومنها قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ} تصديقا لقول بلقيس ملكة سبأ {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ} [النمل:34].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ج6 ص67): "قال ابن عباس: قالت بلقيس: {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ } قال الرب عز وجل: {وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ}".
فهل يعني هذا ثناء عليها حال كفرها معاذ الله وقوله صلى الله عليه وسلم: لأبي هريرة لما علمه الشيطان أن آية الكرسي من قرأها لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح (صدقك وهو كذوب).( 1) 
قال الحافظ (ج 4 ص 616): "(وهو كذوب) من التتميم البليغ الغاية في الحسن لأنه أثبت له الصدق فأوهم له صفة المدح ثم استدرك ذلك بصفة المبالغة في الذم بقوله: (وهو كذوب) وفي الحديث فوائد غير ما تقدم أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا يَنتفع بها وتؤخذ عنه فيُنتفع بها وأن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به". اهـ المراد
أما قوله "فكون المنتدى نقل عنهم لا يلزم منه أن المنتدى يوافقهم في كل ما يقولون به فقد يخالفهم". 
مغالطة صريحة فهم على خطى بعضهم نحو القذة بالقذة وإن كانوا يتبرؤون من فكر الحداد وفالح الحربي فهم على خطاهما في الحكم على المخالف وكذلك الثناء على من يثني عليهم كعبد الله الجربوع.
وقوله "فلا يلزم تبديعك لهم أن منتديات آفاق أو غيرها توافق على تبديعهم". 
قلت: التبديع حكم شرعي يخضع للدليل فلا يحتاج المجرح إن كان عنده الدليل أن يوافقه غيره وإن كان ذلك من باب الاعتضاد وهذا الكلام يذكرني بالقاعدة الحلبية اشتراط الاتفاق في التبديع. 
3) قوله أن المذكورين الذين ينقلون عنهم كالجبرين والغنيمان وفالح أحسن معتقدا من ربيع والألباني قول باطل ترده الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ}‏ [الزمر: 9‏] وقال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(36)}[القلم:35-36].
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ).( 2) 
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (ج12 ص17-18): قال العلماء: أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم أهل للحكم فإن أصاب فله أجران أجر باجتهاده وأجر بإصابته وإن أخطأ فله أجر باجتهاده وفي الحديث محذوف تقديره إذا أراد الحاكم الحكم فاجتهد قالوا فأما من ليس بأهل للحكم فلا يحل له الحكم فإن حكم فلا أجر له بل هو آثم ولا ينفذ حكمه سواء وافق الحق أم لا وهي مردودة كلها ولا يعذر في شيء من ذلك. اهـ المراد
والله عز وجل طعن في نيات أهل البدع قائلا: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ } [آل عمران: 7]. 
وزكى الراسخين في العلم بقوله:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}[آل عمران7].
وأشهدهم على وحدانيته {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران 18].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ج2ص15): وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام. اهـ
وقد توعد الله تعالى أهل البدع بالنار فيما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمته ستنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة.(3 )
فكيف يستوي من توعده الله بالنار مع من توعده بالرحمة والمغفرة وكيف يكون أحسن معتقدا منه سبحانك هذا بهتان عظيم وهذه شهادة بالعموم لأهل السنة والجماعة أنهم من أهل الجنة وأنا أتحداه أن يبرز لي من بدع الشيخ الألباني رحمه الله من العلماء المعتبرين الذين يؤخذ بقولهم فكيف يجعل أهل البدع أحسن معتقدا من أهل السنة فالجبرين قال فيه الشيخ النجمي إخواني محترق وكذلك فالح الحربي معروف بغلوه وأصوله المخالفة للكتاب والسنة.
4) قوله: "أن المنتدى غير ملزم أن يتكلم عن الجميع ولا يوجد منتدى أو عالم ما يتكلم عن كل المبتدعة".
وهذه كلمة حق أريد بها باطل لأن الجميع الذين يتكلم عنهم مشائخ أعضاء منتديات الآفاق وهم معظمون عندهم بدليل قوله السابق "فلا يلزم تبديعك لهم أن منتديات آفاق أو غيرها توافق على تبديعهم" فكيف يتكلمون في مشائخهم وبالتالي يتضح أن الأمر عصبية وأن ما يتسترون به من نشر التوحيد ومحاربة الإرجاء ما هو إلا ستار يتوصلون من خلاله إلى إشفاء غليلهم في أئمة أهل السنة والجماعة. 
وبهذا تتبين علة النهي عن الأخذ عن أهل البدع لأنها تفضي إلى تعظيمهم فلله در السلف.
وقوله: "أما الكلام في الرجال فكل له اجتهاده وله فقهه في الكلام أو عدمه على فلان وعلان".
وهذه مغالطة أخرى لأن الكلام في أهل البدع بالدليل الشرعي من الحق الذي يجب قبوله ممن علمه فمتى جرح رجل بالدليل من الكتاب والسنة وكان جرحه مفسرا وجب على كل من بلغه ذلك العمل بمقتضى ذلك الجرح إن كان ذلك الرجل معدلا أما أهل البدع فيقبل فيهم الجرح مبهما من عارف بأسبابه وهذا تهرب منه من الإلزام الذي تعرض له ويذكرني هذا بأحد قواعد علي الحلبي لا تُلزمني.
وقوله: "ليوسف مع ملاحظة أنك أجزت قبول كلمة الحق من الضال كاليهودي وغيره وهذا حق فكيف لا ترى جواز قبول الحق من المبهم".
وهذا خلط بين قبول الحق وتلقي العلم والأخبار فأخبار المجاهيل والمبهمين مردودة نص على هذا أهل العلم والحديث.
قال البيقوني رحمه الله
.........................   ومبهم ما فيه راو لم يسم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح البيقونية (ص82): "وحكم المبهم أن حديثه لا يقبل حتى يعلم من هو هذا المبهم وذلك لجهالتنا بحال هذا المبهم إلا المبهم من الصحابة فإن إبهامه لا يضر لأن الصحابة كلهم عدول ثقات بشهادة الله تعالى لهم في قوله تعالى: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10] وتزكيته إياهم في قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] إذا فحكم الحديث المبهم أنه موقوف حتى يتبين من هو هذا المبهم إلا الصحابة رضوان الله عليهم فإن المبهم منهم مقبول كما سبق بيانه". اهـ
وقال العلائي رحمه الله:"والتحقيق أن قول الراوي عن رجل ونحوه متصل ولكن حكمه حكم المنقطع لعدم الاحتجاج به".(4 ) اهـ
وإذا كان الأمر منهي عنه وقد تكلم فيه شيخكم أبو عاصم والإدارة ستلزم الأعضاء بعدم التسجيل بالأسماء المبهمة فلما هذا التلبيس والخلط بين التلقي وقبول الحق.
والآثار السلفية معلومة في هذا الباب ومنها أثر سعد بن إبراهيم: "لا يُحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثقات".( 5) اهـ
قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (ج1 ص146): "معناه: لا يقبل إلا من الثقات". اهـ
والمجهول والمبهم لا تعرف عدالته عندنا.
وقوله: "وقد كان بعض العلماء ينشرون الحق عن طريق تعمية الأسماء التى ربما ترفض أقوالها إن عُرفت".
قد كان هذا فيما مضى وسببه أن بعض العلماء كانوا فارين من الحكام الظلمة خشية أن يبطش بهم فإن وجد سببه فذاك وإلا فلا أما ما يفعله اليوم بعض الكتاب من التستر وراء الأسماء المستعارة والمبهمة فهو غرضه الفتنة لا غير وقد عايشنا ذلك ابتداء من فتنة أبي الحسن المأربي وكذا فتنة فالح الحربي وأخيرا فتنة عبد الرحمن العدني وإن كان مقصود العالم تعمية اسم شيخه لأنه ضعيف فهذا لا يجوز وهو تدليس. 
وقوله: "وأغلب من يكتبون في المنتدى معروفون لدى الإدارة وكونك أنت أو غيرك يجهلهم فليس بلازم أن يعرفهم الجميع". 
هذا فيمن يكتبون بأسماء صريحة وينقلون عن المبتدعة فهم يمثلون تهمة للإدارة وأنها راضية بفعلهم هذا أما المبهمون فهم مجهولون عندنا وعندهم فكيف يسوغ للإدارة الاعتماد على أخبارهم أحلاهما مر وأدناهما شر.
وهناك كلام أبلغه ليوسف أخبرني إياه أخونا أبو موسى العربي البسكري وهو أن الشيخ يحي حفظه الله قال: "قولوا ليوسف يرجع عن بحثه ذلك إلا ما كان من تضعيف الشيخ ربيع لأثر عبد الله بن شقيق كانوا لا يرون شيئا تركه كفر غير الصلاة( 6) ولا يحق له أن يقول على الشيخ ربيع زعيم المرجئة لأنه يبغض المرجئة". 
فهذا نصح من شيخه عسى الله أن ينفع به مع أن طريقة يوسف مع أهل النصح من قبل رجوعه إلى الجزائر ومن بعد غير مرضية فقد كان يأوي مبطلين ونصح ولم يستجب وبعد أن افتضح أمرهم الواحد تلو الآخر كان في كل مرة يراوغ ولم يصدر منه أي بيان في البراءة منهم وأخبرني أخونا أبو موسى أن أخانا علم الدين السوداني أخبره أن يوسف يقول أن القول بالعذر بالجهل من كلام أهل البدع.
قلت العذر بالجهل قال به جهابذة من أهل السنة أذكر منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن عثيمين والشيخ محمد أمان الجامي والشيخ مقبل والشيخ يحي وقد نقلت كلامهم في التنبيهات الجلية على تناقض الخوارج القعدية العصرية ونص شيخ الإسلام ابن تيمية على أنها مسألة خلافية في مذهب أحمد وغيره كما في شرح كشف الشبهات للشيخ ابن عثيمين( 7) وكذلك الشيخ ابن عثيمين في شرح كشف الشبهات( 8) والشيخ مقبل في غارة الأشرطة(9 ).
هذا ما تيسر لي بيانه وقد ناقشته في جل شبهه على ضيق الوقت وكثرة المشاغل وقد يتبين للقارئ المنصف أن هذه المنتديات على خطى منتديات أهل البدع بل هي خليط منهم لأن جل مشائخ الأعضاء من أهل البدع وحتى الذين يتبرؤون منهم قد تلقفوا بعض قواعدهم وربما تكون تعمية فقط لأن هدفهم ضرب السنة وأهلها وإن تستروا بالتوحيد فقد تستر من قبلهم الخوارج والمعتزلة بهذا الأصل الأصيل لذلك تجد شبهاتهم كأنها تخرج من مشكاة واحدة وصدق السلف حينما قالوا اختلف أهل البدع في أمور واجتمعوا في السيف أي أنهم يرون السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله سبحانه أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ولا يجعل منه لغيره شيئا إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
   1 أخرجه البخاري - فتح- (ج4-2311) و(ج6-3275) و(ج9-5010) معلقا مجزوما به قال الحافظ (ج4ص614): "هكذا أورد البخاري هذا الحديث هنا ولم يصرح فيه بالتحديث وزعم ابن العربي أنه منقطع وأعاده كذلك في صفة إبليس وفي فضائل القرآن لكن باختصار وقد وصله النسائي والإسماعيلي وأبو نعيم من طرق إلى عثمان المذكور وذكرته في تغليق التعليق". اهـ
   2 أخرجه البخاري - فتح- (ج13-7352) ومسلم - نووي- (ج12-1716) وغيرهما.
   3 أخرجه أبو داود (4597 نسخة مصورة) وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (ج1-204 نسخة مصورة).  
   4 كما في جامع التحصيل (ص96) والكلام نقله محقق الباعث الحثيث فاضل محمود عوض.
   5 أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (ج1ص146).
   6 أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان(137) ولفظه: "ما كانوا يقولون لعمل تركه رجل كفر غير الصلاة فقد يقولون تركها كفر" قال المحقق شيخنا عبد الحميد الحجوري حفظه الله(ص93) صحيح وأخرجه في المصنف(11/49) وأخرجه الخلال في السنة(1378) من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري نحوه ورواية عبد الأعلى السامي وإسماعيل بن إبراهيم بن علية روايتهم عن الجريري قبل الاختلاط وقال الشيخ الألباني رحمه الله في حكم تارك الصلاة(ص34): وقد صح عن الصحابة أنهم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة رواه الترمذي والحاكم لكنه رحمه الله تأوله على الكفر العملي ولا حجة له فيه لأن مفهوم الأثر في الترك كسلا لأن الترك جحودا تستوي فيه الصلاة وغيرها فأين هو ممن يريد تضعيف النصوص إن لم توافق رأيه وإن كان يصححها من قبل وهذا يذكرني بصنيع الغزالي المعاصر المعتزلي والغريب في الأمر أن المعني ممن رد عليه نسأل الله الثبات.
   7 (ص 38).
   8 (ص 31).
   9 (ج2 ص447-448).



                                كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالد التبسي الجزائري.
                                تم الفراغ منه صبيحة السبت 16 جمادى الأولى عام 1436 هجري.

الاثنين، 23 فبراير 2015

هل يجوز هجران ذوي الأرحام المرتكبي للبدع والآثام؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فها هنا مسألة تناقش فيها بعض الإخوة وفقهم الله فأحببت أن أذكر نبذة من كلام الأئمة والسلف في ذلك من أجل بيان الحق في هذه المسألة وهي مسألة:
الجواب: يجوز ذلك والدليل عليه عمل السلف-رحمهم الله- فمن ذلك:




أولا:قصة كعب بن مالك-رضي الله عنه-وصاحبيه كما في الصحيحين،عند أن قال:حتى إذا طال علي ذلك تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي لي وأحب الناس إلي،فسلَمت عليه فوالله مارد علي السلام.
والشاهد من القصة أنه قريب له ومن ذوي أرحامه وهو ابن عمه وأحب الناس إليه،ومع ذلك لما كان في حق الله تعالى هجره ولم يرد عليه السلام،ولأن النهي على عمومه-أي مكالمته هو وصاحبيه-.

قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-في شرح الرياض(145/1) في قصة كعب بن مالك-رضي الله عنه-:(مع ذلك لم يعطف عليه ابن عمه أبو قتادة كل هذا طاعة لله ورسوله لأن الصحابة رضي الله تعالى عنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يحابون أحدا في دين الله ولو كان أقرب الناس إليه).انتهى.
الشاهد من كلام ابن عثيمين أنه قال ولو كان أقرب الناس إليه،ولم يقل أنه من ذوي الأرحام ولا يهجر.

ثانيا:هجر عائشة-رضي الله عنها-لعبد الله بن الزبير.
قال ابن بطال في شرح البخاري (9\271):(أن عائشة هجرت ابن الزبير تأديبا له،ألا ترى أنه لما نزع عن قوله،وندم عليه،وتشفع إليها رجعت إلى مكالمته وكفرت يمينها،وهذا من باب إباحة هجران من عصى والإعراض عنه حتى يفيئ إلى الواجب عليه).اهـ   قلت:وقد كان هجرها له أكثر من ثلاثة أيام،وهو من ذوي رحمها،وهو ابن أختها،و محرم لها،ولذلك ابن حجر-رحمه الله-قال:أراد البخاري بإيراد أثر عائشة هذا أن حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-عن الهجرة ليس على عمومه بل هو مخصوص بمعنى هجر بغير موجب لذلك.
قال صاحب كتاب غذاء الألباب (1\257):(فاستشفع(أي عبد الله بن الزبير)إليها بعبيد الله بن عمير،فقال لها....إلى أن قال:(أنه نهى عن الصرم-وهوالقطع والهجر-فوق ثلاث فلم تقبل،أي أن الحديث عندها مخصوص كما تقدم.
وقال أبو داود: إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا يعني من أحاديث الوعيد بالهجران بشيء،فإن النبي-صلى الله عليه وسلم-هجر بعض نسائه وابن عمر هجر ابنه سنتين).اهـ

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية(1\238):(قال أبو الحسين في التمام:لا تختلف الرواية في وجوب هجر أهل البدع وفساق الملةَّ**-قال ابن مفلح-أطلق كما ترى وظاهره أنه لا فرق بين المهاجر وغيره في المبتدع والفاسق،ولا فرق في ذلك بين ذي الرحم والأجنبي إذا كان الحق لله تعالى،فأما إذا كان الحق للآدمي،كالقذف والسب والغيبة وأخذ ماله وغصبه ونحو ذلك نظرت:فإن كان المهاجر والفاعل لذلك من أقاربه وأرحامه لم تجز هجرته،وقد نص أحمد على معنى هذا التفصيل،قال في رواية الفضل بن زياد وقد سأله رجل عن ابنة عم له تناله وتظلمه وتشتمه وتقذفه،فقال:سلم عليها إذا لقيتها اقطع المصارمة،المصارمة شديدة***.
وهذا يدل على منع الهجر لأقاربه لحق نفسه،وقال في رواية المروذي وقد سأله رجل،فقال:إن رجلا من أهل الخير قد تركت كلامه لأنه قذف مستورا بما ليس منه ولي قرابة يسكرون،فقال إذهب إلى ذلك الرجل حتى تكلمه ودع هؤلاء الذين يسكرون****.وهذا يدل على جواز الهجر في حق القريب ولا يجوز ذلك في حق الأجنبي،لأنه أمره بكلام القاذف ومنعه من كلام الشارب مع كونه قرابة له...،قال القاضي:وإنما كره*****أحمد هجرة الأقارب لحق نفسه للأخبار في صلة الرحم،وإنما أجازها في حق الله تعالى ومنعها في حق الغير على رواية المروذي في حق الأجنبي لأن حق الله عزوجل أضيق لأنه لا يدخله العفو وحق الآدمي أخف يدخله العفو،ويبين هذا قوله عليه الصلاة والسلام:(فدين الله أحق أن يقضى)،وكلام أكثر الأصحاب يقتضي أنه لا فرق،وهو ظاهر كلام الإمام أحمد في مواضع وهوالأولى.والأخبار في صلة الرحم تخص بأدلة الهجر،وحق الآدمي فيه حق لله تعالى وهو مبني على المساهلة والمسامحة بخلاف حق الآدمي).انتهى بتصرف يسيرمن كلام ابن مفلح رحمه الله.

وسئل الشيخ ابن باز-رحمه الله تعالى-كما في مجموع الفتاوى في نور على الدرب(6\268) بعناية الشويعر.
قال السائل:أبعث إليكم كتابي هذا وأرجوا من الله أن ترشدوني إلى الصواب،أنا رجل مجتهد فيما أمرني ربي وأسرتي والحمد لله تشاركني في ذلك حسب الأستطاعة،ولكن يوجد لي أخت لا تصلي في مدة طويلة وزوجها يشاركها أيضا في ذلك،وقد أخبرني كثير من الناس أن ذلك هو سلوكهما،وأنهما لا يرضيان الله في ذلك الجانب،وعندما عرفت بنفسي أنها على ذلكم الحال أخذتها وأخبرتها بما حرم الله ورسوله وأخبرتني بنفسها أنها كانت تعمل ذلك العمل وبعد هذا الموقف قامت وعاهدتني على كتاب الله ووعدتني أن تتوب من الآن لكن للأسف لم توف بالعهد،فعندئذ قاطعتها حتى تعود كسائر المؤمنات اللآتي يردن-وجه الله تعالى-أفيدونا جزاكم الله خيرا عن حكم ما فعلت ولا سيما عن حكم مقاطعتي لأختي تلكم جزاكم الله خيرا؟.

الجواب:قد أحسنت فيما فعلت من نصيحتها ودعوتها إلى الخير وقد أساءت برجوعها إلى الباطل وعدم صلاتها لأن الصلاة عمود الإسلام من ضيعها ضيع دينه ومن تركها كفر نعوذ بالله من ذلك،وقد صح عن النبي-صلى الله عليه وسلم-(أنه قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)،وهذا يعم الرجال والنساء.وقال عليه الصلاة والسلام:(رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)،وقال أيضا عليه الصلاة والسلام:(بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)،فقد أحسنت في مقاطعتها وهجرها حتى تتوب إلى الله عزوجل لأن هذا منكر عظيم بل كفر،فالواجب هجرها وهجر زوجها حتى يتوب إلى الله عزوجل...،أما قطعك وهجرك لهم فهذا كله طيب وواجب).انتهى.
فتوى العلامة يحي بن علي الحجوري-حفظه الله- :
السؤال:كيف يكون التعامل مع الحزبي القريب في النسب هل يهجر أم ماذا مع التفصيل؟.
الجواب: الهجر عبارة عن علاج،فإن رأى أن الهجر يؤثر فيه وينفع فليهجره،أما من كان تصلح معه النصيحة والتوجيه فيسلك معه ذلك،قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:(الدين النصيحة).كما في حديث أبي رقية تميم بن أوس عند الإمام مسلم،وعند البخاري تعليقا وإن لم يصلح معه إلا الهجر يهجر قريبا أو بعيدا فقد هجر عبد الله بن المغفل ابن أخيه وهجر أبو قتادة ابن عمه كعب بن مالك لما أمر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بهجره .
الجواب المختار على أسئلة أهل ذمار بتاريخ 29صفر1423هجرية 
دار الحديث السلفية بدماج.
والله تعالى أعلى وأعلم.
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه:
الفقير إلى الله عزوجل
أبو موسى العربي البسكري الجزائري
في يوم السبت:
19-جمادى الآخرة-1435 هجرية.
وادي سوف****الجزائر
حرسها الله