بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعدُ :
فإن بيان الأخطاء وتفنيد كل ما يُنسب للشريعة ـ وليس منها ـ، لهو من أجل القربات إلى رب الأرض والسموات، لا سيما إذا كان الطعن منسوباً إلى حملة الشريعة وعلى ذروتهم أولئك الرجال الأتقياء والأبطال الأخيار وهم صحابة رسول الله .
قال الطحاوي ـ رحمه الله ـ في عقيدته : وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَلَا نُفَرِّطُ فِي حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلَا نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ، وَبِغَيْرِ الْخَيْرِ يَذْكُرُهُمْ، وَلَا نَذْكُرُهُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَطُغْيَانٌ . اهـ
وفي هذا الصدد فقد وقفتُ ووقفَ غيري على ما كتبه المُتحذلق المذكور في كتابه (نصب المنجنيق ص13)، من النيل من الصحابيين الجليلين (معاذ بن جبل و أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما وأرضاهما)، وعند أن ذكر المتحذلق في كتابه المذكور أمثلة عن عناد أهل الأهواء والزيغ، فضاقت عليه الأدلة ولم يجد مثالاً يستدل به غير نيله من هذين الصحابيين وجعلهما من جملة المعاندين!!. وهذا بعيٌ وعدوان عليهما ـ رضي الله عنهما ـ .
فالصحابة أكبر بكثير من أن يُوصفوا بهذه الأوصاف الذميمة.
والحمد فقد أشرتُ إلى بطلان ذلك في مقالنا الموسوم بـ : (( فَتْحُ الرَّبِّ الْعَلِيّ في بَيان مَا ِفي كَلَمةِ أَبي بِلَال الْحَضْرَمِيّ من الإجمال المُريب و التناقض العجيب (في ص 14)، بقولنا:
تنبيهٌ : ولا يُفهم من إيراد هذين المثالين عن ـ معاذ وأبي ذر ـ رضي الله عنهما ـ الجرْح ـ كما زعمه بعض المتعالمين ـ، فجعل معاذاً من المُعاندين الذين عاملهم النبي بالزجر!!، وهذا زعمٌ باطلٌ في حق معاذ ، وجُرأة ليست بالسَّهلة تُوجب منه فورية التوبة حتى يُعذر عند الله تعالى .
قال الإمام مقبل الوادعي رحمه الله في (المخرج من الفتنة : ص21/26) : وهذا في حق هذين الصحابيين الجليلين ومن يُشابههما المراد به الأدب لا التجريح . اهـ
قال الإمام مقبل الوادعي رحمه الله في (المخرج من الفتنة : ص21/26) : وهذا في حق هذين الصحابيين الجليلين ومن يُشابههما المراد به الأدب لا التجريح . اهـ
وكان الواجب على العنابي ـ كما تقدم ـ نشر توبته كما نشر كلامه القذر واستدلاله العفن، ولكن الكبر و أنفة النفس تأبى عليه الرجوع، فانظروا إلى ماذا صنع المتحذلق :
حذف الجملة التي فيها الغمز من كتابه، وأبدلها بحاشية لكلام الشيخ مقبل رحمه الله الذي تقدم، ولم يكن قد ذكره قبلُ، ولم يُظهر أي رجوع ولا بيان لما وقع فيه من عظيم الزلل .
ولو كانت القضية في صالحه لأقام الدنيا ولم يُقعدها .
وهذا هو ديدنُ أهل الأهواء من قديم الزمان وحديثه، قال تعالى :{وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ}.
فهو فيما جاء من مُقْتَضى هواه معتقدٌ ومستسلمٌ، وَفِيما خالف رأيه معرضٌ عنه ورافضٌ له .
ومن الجدير بالذكر أني لما كنتُ بدار الحديث ـ بدماج سابقاً ـ ذهبتُ ـ أنا والأخ سعدان المسعدي ـ بالكتاب وموضع الخطإ الذي تقدم للشيخ محمد بن حزام فقال لنا: يجب فوراً على الأخ يوسف التوبة والرجوع عن هذا الكلام . اهـ
والحاصل أننا أردنا التنبيه على أن هذا الرجل ليس هو من السلفيين الواضحين ولا الثابتين، ومن أبى غير ذلك فإما جاهل بحاله فيُنبه، وإما متعصب فلا حيلة لإقناعه .
ومن أراد المزيد في الاطلاع على كذب الرجل فلينظر إلى ما كُتب في بيان حاله كـ : (القطف الداني، وإتحاف الأحباب، والقول المرضي في الرد على عبد الغني العمري)، وكلهم لأخينا الفاضل أبي عبد الله إبراهيم بن خالد وفقنا الله وإياه لطاعته، وكلاهما منشورٌ على منتديات (التميز السلفية) أدام الله خيرها، وثبَّت القائمين عليها .
ومن التنبيه المهم أيضاً : أن العُمري بالغ في الثناء حيث وصف العنابي بأوصاف ليست في مستواه، ولا أدري عبد الغني العمري أهل هو من جملة الجاهلين بحاله .
أو من المتعصبين له، (وللمزيد انظر:القول المرضي) هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.
كتبه : العربي بن الهلالي بن حسن الجزائري / 16/ شوال / 1438 هـ/ وادي سوف الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق