بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر الدين وقامع المعتدين،و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم .
أمَّا بَعْدُ
يبدو أنَّ المدْبر المميع المتلون الجبان،الشريف فروج الجزائري،لم يستفد ممَّا سطره أخونا العربي البسكري نصحًا للشيخ محمد بن حزامٍ - وفقه الله - فذهَب يستشهد بكلامه على فكرته العوجاء العرجاء . وهذه صورة منشوره في فيسبوك .
قال الشيخ محمد بن حزامٍ ـ حفظه الله ـ : " ومِنَ المؤسف أيضًا أن يتصدر أناسٌ في هذه الشبكات،ويتكلمون بما لا يعنيهم،ويَجعَل نفسه كأنه يمثل الدعوة السلفية؛نحن نرى كذا : يقولون هذا عندنا غير جائزٍ *** ومَن أنتم حتى يكون لكم عند
هذا يجوز،وهذا لا يجوز،ونحن قد نَصحنا في هذا الأمر،وما أشبه ذلك،وهو إنسانٌ غير معروفٍ بالعلم،ولا مُزكى بالعلم،ولا عرِف بغيرته على الدعوة السلفية،فبعض الناس يتكلم بما لا يعنيه،ويَجعل نفسه ممثلًا للدعوة ممثلًا لأهْل العلم،بل أعظم مِن ذلك : نَصحنا العالم،نصحنا الشيخ الفلاني،ونحن في مناصحةٍ معه...!!!
وهو صاحب واتساب وإنترنت وشبكاتٍ،وننصحكم أن تحضروا عند العالم الفلاني،وكأنه يجعل نفسه كأنه أكبر منهم ! ننصحكم بفلان ولا ننصحكم بفلانٍ،واحذروا فلانًا ولا تجالس فلانًا !!!
ما تَصدر للجرح والتعديل إلا كبار الأئمة،وهذا كاتبٌ في الواتساب وفي المجموعات،وفي الشبكات،وإذا به يستعظم نفسه،اغتر بنفسه،فهؤلاء أناسٌ غرهم الشيطان،ويحصُل منهم الفساد في كثيرٍ مِنَ الأمور،والله المستعان " . اهـ [مقتطفةٌ مِن كلمةٍ (وصايا وتنبيهاتٌ حول استعمال الإنترنت والشبكات)/26محرم 1439]
فرغها الفقير إلى ربه أبو مصعبٍ الشريف فروج الجزائري ـ عفا الله عنه ـ
فبعد أن فضحه الله - تعالى - لمَّا قال كلمة الحق في يوسف بن العيد العنابي،ويا ليته ثبَت على ذلك،فبعد هجوم أتباعه عليه حذَف ذلك الكلام،وأصبح يثني عليه،ثُم بعد مدةٍ حذَف جميع منشوراته مِن فيسبوك؛خشية الفضيحة ثُم مكث مدةً طويلةً لايَكتب،ورجَع مجددًا كعادته،وكأنه لم يَحدث شيءٌ،وهو معروفٌ بهذا الأسلوب الخلَفي،وقد فعله مع أحدهم مِن قبل؛لمَّا انتقد عليه أمرًا،هذا كله كي يُنسِي الناس،ونَسي المسكين رب الناس . وحتى إن أنكَر هذا في الدنيا فلن يستطيع في الآخرة قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النور : 24 ] . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيرها (ص1160) ط/دار ابن الجوزي : " وذلك العذاب يوم القيامة { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فكل جارحةٍ تَشهد عليهم بما عملته،ينطقها الذي أنطق كُل شيءٍ،فلا يمكنه الإنكار،ولقد عدَل في العباد،مَن جعَل شهودهم مِن أنفسهم ". اهـ وهذه العمومات التي يَكر بها،لا محل لها في هذا النزاع،وتترك الناس في حيث بيص . إذ لا بد مِن بيان حال المبطلين وأعيانهم،الذين يتكلمون في الناس بغير حقٍّ،هذا إذا كانوا أصحاب باطلٍ فعلًا . والشيخ محمدٌ يقول : "إنَّ مَن مفسدته متعديةٌ يذكر باسمه ". اهـ،واعلم أنَّ التعميه عند أهل الأهواء لها أسبابٌ مِنها : التملص فعندما يُنكر عليه يجد سبيلًا للهروب،فيقول لا أقصد الذي تذكرونه،والتهويل؛لأنَّه إذا فصَّل تُفطن له،وظهَر ضَعف حُجته،كما بيَّنت ذلك في ردي على سعيد باسلامة . وحَصر الجرح والتعديل على العلماء شبهةٌ خلفيةٌ،خلاف هدي سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم - قال الحافظ - رحمه الله ـ في " الفتح " (ج2 ص571)ط/دار الفيحاء عند حديث " مزمارة الشيطان عند النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " وفيه أنَّ التلميذ إذا رأى عند شيخه ما يستكره مثله بادر إلى إنكاره،ولا يكون في ذلك افتئاتٌ على شيخه، بل هو أدبٌ منه ورعايةٌ لحرمته وإجلالٌ لمنصبه،وفيه فتوى التلميذ بحضرة شيخه بما يَعرف مِن طريقته " . اهـ
وما دَرى هذا الجاهل وغيره،أنَّ هذه الشُّبه كان يتحصن بها أهْل الأهواء،كالمأربي والوصابي وغيرهم،فكلما أراد ناصحٌ لدين الله هتك استارهم،صاحوا به الجرح والتعديل للكبار،قال الشيخ مقبل - رحمه الله - : " المجروح يخاف من الجرح ". اهـ وتلقفها خالد بن عبودٍ الحضرمي،ورددناها في نحره،فعاد خائبًا يجر أذيال الهزيمة،ولم يأتي هو ولاغيره بشيءٍ،سوى شنشنات لا تغني مِنَ الحق شيئًا . والمؤسف حقًّا أن يعاونه الشيخ محمد على ذلك .
ثُم إنَّ هذه الأمور موجودةٌ مِن قديمٍ،والناس فيها بين معتدلٍ وغالٍ ومتساهلٍ،وبعض الناس ـ هداهم الله ـ عندما يصل النقد إليهم،أو إلى موافيقيم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها . وهذا مِنَ الحزبية والعصبية المقيتة،وهذه التعميمات مِنَ الشيخ محمدٍ خطأٌ وغير مقبولةٍ،واشتراط التزكية لقُبول الحق لا دليل عليه،فالحق يقبل ممَن جاء به. فرُب متبجحٍ بالتزكيات لا يساوي بصلةً وهو جاهلٌ مقلدٌ،لايَرفع بالحق رأسًا . ويا ليت القائلين بهذا ثبتوا عليه،عندما تكَّلم الشيخ وليد بن فضل المولى السوداني في عبد الكريم الحجوري،وهو مُزكى مِن طرَف أهْل العلم،بأدلةٍ وبراهينٍ لم يُقبل منه،وبالتالي يتضح أنَّ الأمر عصبية لاغير . وربَّما يكون عُذر الشيخ أنه لا يعرفني،أمَّا هذا المدْبر الذي ذهَب يستشهد بكلامه،فقد تقَّحم الباطل على بصيرةٍ؛لأنَّه ما وطئت قدماه دورةً علميةٍ في الجزائر إلا وجدني أمامه،وأخونا أبو موسى العربي البسكري معروفٌ،مٍن طلبة دار الحديث بدماج،مكَث هناك قرابة أربع سنواتٍ. تتلمذ على يد شيخها يحي بن علي الحجوري - حفظه الله - وغيره مِنَ المشايخ . وأمَّا القول بأنَّ الخوض في هذه المسائل،أمرٌ لا يعنينا فهو سدٌّ لباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وقد أجاب الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - على هذه الشبهة كما في الفتاوى الاجتماعية (ج7ص34) جمْع خالدٍ الجريسي : " السؤال : عندما ينكِر المسلم على غيره أمرًا منكرًا قد يرُد عليه بعضهم بقوله : أنت فضولي . أو : لا تتدخل فيما لا يعنيك،فهل هذا صحيحٌ هنا،وبماذا يَرد عليه ؟
الجواب : قوله هذا غير صحيحٍ،أي أنَّ قول الإنسان الذي ينْكَر عليه المنكر لمَن ينكِر عليه : أنت فضولي،أوهذا لا شأن لك فيه غير صحيحٍ،فإنَّ الله تعالى أمرَنا بأن ننهى عن المنكر،وأن نأمر بالمعروف . فالواجب علينا أن نأمر بالمعروف . وأن ننهى عن المنكر بقدر ما نستطيع؛سواءٌ رَضِي المأمور أو المنهي أو لم يرْضى . ويَرد عليه : أنَّ هذا مِن شأني؛لأنَّ الله أمرني أن أنهالك عن المنكر،ولأنَّ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُد بعضه بعضًا،فالذي مِن شأن المؤمن يكون مِن شأن أخيه ". اهـ
وفي هذا القد كفاية وعلى الله الهداية،وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم،وآخر دعوانا أن الحمد لله رَب العالمين .
تم الفراغ منه 1صفر1439هجري
كتبه أبو عبد الله إبراهيم بن خالدٍ التبسي الجزائري
في الرباح وادي سوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق